السبت، 29 يناير 2011

فن الإنصات



فن الإنصات..


فن الانصات    
من خلال الملاحظة والنظر، وجدت حقيقة بديهية، أن أكثر مشاكلنا سواء في المؤسسات أو الأسر أو حتى بين الأصدقاء منشأها سوء التفاهم، وسوء التفاهم منشأه من قصور إما في صاحب الرسالة أو في من تلقى الرسالة، أعني قد يتكلم المرء فيخطأ في التعبير، أو أن من يتلقى الكلام هو من يفهم الكلمات بشكل خطأ، فينشأ من هذا سوء الفهم، يؤدي بدوره لضياع الوقت والجهد ولا نبالغ إن قلنا المال وفي بعض الأحيان الأرواح!! وسنعالج في هذه المقالة الجانب المتلقي أي المستمع، ولن أطيل كثيراً وسأحاول الاختصار، من أخطاء المستمع:
1) المقاطعة.
2) تجهيز الرد أثناء الاستماع إلى الكلام.
3) عدم فهم وجهة النظر الشخص المتكلم ومحاولة تفسير الكلام بغير ما أريد له من معنى. وهذه الأخطاء يقع فيها أشخاص كثر، وبهذه الأخطاء ينشأ سوء الفهم. لذلك وحتى لا تقع في هذه الأخطاء عليك أن:
1) تستمع، بدون مقاطعة.
2) حاول أن تفهم وجهة نظر الشخص المتكلم، وإن لزم أسأله عما يعنيه.
3) بعد أن ينتهي الشخص المتكلم من كلامه، اختصر كلامه بقولك: ما فهمته من كلامك ...... كذا وكذا.
4) استمع بدون أن تجهز الرد، بل ولا تظن بأن عليك أن ترد عليه مباشرة، فكر قليلاً ثم أجب، وإن لم تحصل على رد أو إجابة أخبره بكل بساطة أنك سترد عليه فيما بعد. هذا مختصر مفيد في فن الإنصات، وتذكر أن التعب الذي يأتيك من متابعة الإنصات خير بألف مرة من سوء التفاهم. 

من لا يتقن فن الاستماع لا يجيد فن الحديث ..
الإنصات هو خلق متأصل في الاعماق والرغبة الخالصة في النفس في حسن الاستماع والنية الأكيدة الصادقة في محاولة الانصات للمتحدث وفهم ما يرغب المحاور في اسماعه وهذا لا يتم الا بالاخلاص وسكون الجوارح وتنبيه الحواس ويقظة القلب والحضور التام امام المتحدث ..
فمن ادب الاستماع سكون الجوارح وغض البصر والاصغاء بالسمع وحضور العقل والعزم على العمل وان يكف العبد جوارحه ولا يشغلها فيشغل قلبه عما يسمع ويغض طرفه فلا يلهو قلبه بما يرى ويحصر عقله فلا يحدث نفسه بشيء سوى ما يستمع اليه ويعزم على ان يفهم فيعمل بما يفهم وذلك هو الاستماع الذي حثنا عليه المولى سبحانه في كتاب العزيز وقدم السمع على البصر والفؤاد ..
قال تعالى في حسن الاستماع : ( الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه أولئك الذين هداهم الله ) وقال تعالى : ( واذا قريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ) وايضا قوله تعالى : ( فاستمع لما يوحى ) أمتدح الله حسن الاستماع وحث به انبياءه عليهم السلام ..
مظاهر تشويش الإنصات .. التشاغل امام المحدث بمطالعة جريدة او ورقة او التشاغل بشبك الايادي وحركات الجسد او بمطالعة اشياء اخرى كل هذا يؤثر سلبا في حماس المتحدث .. هناك الكثير من قصص في التاريخ السياسي روت عن فشل محادثاتها وسقوط معاهداتها بسبب تشاغل فرد عن محدثه بتكاسل او تثاؤب ..
الانصات لا يعني الاستماع لما يرضي عنه المستمع فحسب بل يتعداه الى استماع كل الامر ثم اتباع احسن الاقوال او رد بعضها والتحاور والمناقشة فيها ..
فالنقد المباشر المتسرع ومقاطعة المتحدث قبل تمام حديثه يعني عدم اكتمال عملية الاستماع عند المستمع فلا ينبغي المقاطعة ولا الحديث في آن واحد حتى نصل الى إجابة السؤال : لماذا نحن نتحدث ؟ وبماذا دار حديثنا ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More