@-ومن رأى أنه ابتدأ في بناء فحفره من أساسه وبناه من قراره حتى شيده فإنه طلب علم وولاية أو حرفة وسينال حاجته فيما يروم وقيل
@-ومن رأى أنه يبني بنيانا في بلدة أو قرية فإنه يتزوج هناك امرأة فإن بناه من خزف فتزيين ورياء وان بناه من طين فإنه حلال وكسب وان كان منقوشا فهو ولاية أو علم مع لهو وطرب وان بناه من جص وآجر عليه صورة فإنه يخوض في الأباطيل
(الغرفة) تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة لعلو الغرفة على البيت وتدل على أمن الخائف لقوله تعالى (وهم في الغرفات آمنون) وتدل على الجنة لقوله تعالى (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا) وتدل أيضا على المحراب لأن العرب تسميها بذلك فمن بنى غرفة فوق بيته ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله أو تبكي بالعويل أو كأنها ملتحفة في كساء فإنه يتزوج على امرأته أخرى أو يتسرى وإن كانت زوجته عطرة جميلة متبسمة كانت الغرفة زيادة في دنياه ورفعة وان صعد إلى غرفة مجهولة فإن كان خائفا أمن وان كان مريضا صار إلى الجنة وإلا نال رفعة وسرورا وعلوا وان كان معه جمع يتبعه في صعوده يرأس عليهم بسلطان أو علم أو إمامة في محراب وان رأى عزبا أنه في غرفة تزوج امرأة حسنة رئيسة دينة وان رأى له غرفتين أو ثلاثة أو أكثر فإنه يأمن مما يخاف وان رأى أن البيت الأعلى سقط على البيت الأسفل ولم يضره فإنه يقدم له غائب فإن كان معه غبار كان معه مال
(المنظرة) رجل منظور إليه فمن رآها من بعيد فإنه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور فإن رآها تاجر فإنه يصيب ربحا ودولة ويعلو نضارة حيث كان ويكون وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور
(وأما الاسطوانة) من خشب أو من طين أو من جص أو آجر فهي قيم دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم ويقوى على ما كلفوه فما يحدث فيها ففي ذلك الذي ينسب اليه والكوة في البيت الطرز والغرفة ملك يصيبه صاحبها وعز وغنى يناله وللمكروب فرج وللمريض شفاء وللعزب امرأة زوج وإذا رئيت الكوة في البيت الذي ليس فيه كوة فإنها لأهل الولاية ولاية وللتاجر تجارة
(الدرج) تدل على أسباب العلو والرفعة والاقبال في الدنيا والآخرة لقول العرب درجة فلان وفلان رفيع الدرجة وتدل على الإملاء والاستدراج لقوله تعالى (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) وربما دلت على مراحل السفر ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة منزلة ومرحلة مرحلة وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلى عبد صاحبها ودابته فمن صعد درجا مجهولا نظرت في أمه فإن وصل إلى آخره وكان مريضا مات فإن دخل في أعلا غرفة وصلت روحه إلى الجنة وان حبس دونها حجب عنها بعد الموت وان كان سليما ورام سفرا خرج لوجهه ووصل إلى الرزق ان كان سفره في المال وان كان لغير ذلك استدللت بما أفضى اليه أو لقيه في حين صعوده مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها مثل أن يلقاه أربعون رجلا أو يجد دنانير على هذا العدد فإن ذلك بشارة بتمام ما خرج اليه وان كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك لأن الثلاثين نقص والأربعين تمام أتمها الله عز وجل لموسى بعشر ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعدتم له لقوله تعالى في الثلاثة (ذلك وعد غير مكذوب) وكذلك إن أذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج تم له حجة وان لم يؤمل شيئا من ذلك ولا رأى ذلك في أشهر الحج نال سلطانا ورفعة إما بولاية أو بفتوى أو بخطابة او بأذان على المنارة أو بنحو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة وأما نزول الدرج فإن كان مسافرا قدم من سفره وان كان مذكورا رئيسا نزل عن رياسته وعزل عن عمله وان كان راكبا مشى راجلا وان كانت له امرأة عليلة هلكت وان كان هو المريض نظرت فإن كان نزوله إلى مكان معروف أو إلى أهله وبيته أو إلى تبن كثير أو شعير أو إلى ما يدل على أموال الدنيا وعرضها أفاق من علته وان كان نزوله إلى مكان مجهول لا يدريه أو برية أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدمه أو كان سقوطه تكويرا أو سقط منها في حفرة أو بئر أو مطمورة أو إلى أسد افترسه أو طائر اختطفه أو إلى سفينة مرسية أقلعت به أو الى راحلة فوقها هودج فسارت به فإن الدرج أيام عمره وجميع ما نزل اليه منها موته حين تم أجله وانقضت أيامه وان كان سليما في اليقظة من السقم وكان طاغيا أو كافرا نظرت فيما نزل اليه فإن دل على الصلاح كالمسجد والخصب والرياض والاغتسال ونحو ذلك فإنه يسلم ويتوب وينزل عما هو عليه ويتركه ويقلع عنه وان كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكبائر والكفر كالجدب والنار العظيمة المخيفة والأسد والحيات والمهاوي العظام فإنه يستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليه ما يهلك فيه ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه وتجدد بناء الدرج يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فساده فإن كان من لبن كان صالحا وان كان من آجر كان مكروها وقال بعضهم الدرجة أعمال الخير أولها الصلاة والثانية الصوم والثالثة الزكاة والرابعة الصدقة والخامسة الحج والسادسة الجهاد والسابعة القرآن وكل المراقي أعمال الخير لقوله صلى الله عليه وسلم: اقرأ وارق . فالصعود منها إذا كان من طين أو لبن حسن الدين والإسلام ولا خير فيها إذا كانت من آجر وإن رأى أنه على غرفة بلا مرقاة ولا سلم صعد فيه فإنه كمال دينه وارتفاع درجته عند الله تعالى لقوله تعالى (نرفع درجات من نشاء) والمرقى من طين للوالي رفعة وعز مع دين وللتجار تجارة مع دين وان كان من حجارة فإنها رفعة مع قساوة قلب وان كانت من خشب فإنها رفعة مع نفاق ورياء وان كانت ذاهبة فإنه ينال دولة وخصبا وخيرا وان كانت من فضة فإنه ينال جواري بعدد كل مرقاة وان كانت من صفر فإنه ينال متاع الدنيا ومن صعد مرقاة استفاد فهما وفطنة يرتفع به وقيل الدرجة رجل زاهد عابد ومن قرب منه نال رفعة ونسكا لقوله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات) وكل درجة الوالي ولاية سنة والسلم الخشب رجل رفيع منافق والصعود فيه إقامة بينة لقوله تعالى (أو سلما في السماء فتأتيهم بآية) وقيل ان الصعود فيه استعانة بقوم فيهم نفاق وقيل هو دليل سفر فإن صعد فيه ليستمع كلاما من انسان فإنه يصيب سلطانا لقوله تعالى (أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين) وقال رجل لابن سيرين رأيت كأني فوق سلم فقال أنت رجل تستمع على الناس والسلم الموضوع على الأرض مرض وانتصابه صحة
(الطاق الواسعة) دليل على حسن خلق المرأة والضيقة دليل على سوء خلقها والرجل إذا رأى أنه جالس في طاق ضيق فإنه يطلق امرأته جهار أو كان موضعه من الطاق واسعا فإن المرأة تطلق من زوجها سرا والصفة رئيس يعتمده أهل البيت
(الأبواب) المفتحة أبواب الرزق وباب الدار قيمها فما حدث فيه فهو قيم الدار فإن رأى في وسط داره بابا صغيرا فهو مكروه لأنه يدخل على أهل العورات وسيدخل تلك الدار خيانة في امرأته وأبواب البيوت معناها يقع على النساء فإن كانت جددا فهن أبكار وان كانت خالية من الاغلاق فهن ثيبات وان رأى باب دار قد سقط أو قلع الى خارج أو محترقا أو مكسورا فذلك مصيبة في قيم الدار فإن عظم باب داره أو اتسع وقوي فهو حسن حال القيم فإن رأى أنه يطلب باب داره فلا يجده فهو حائر في أمر دنياه
@-ومن رأى أنه دخل من باب فإن كان في خصومة فهو غالب لقوله تعالى (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) فإذا راى أبوابا فتحت من مواضع معروفة أو مجهولة فإن أبواب الدنيا تفتح له ما لم يجاوز قدرها فإن جاوز فهو تعطيل تلك الدار وخرابها فإن كانت الأبواب الى الطريق فإن ما ينال من دنياه تلك يخرج الى الغرباء والعامة فإن كانت مفتحة الى بيت في الدار كان ما يناله لأهل بيته فإن رأى أن باب داره اتسع فوق قدر الأبواب فهو دخول قوم عليه بغير اذن في المصيبة وربما كان زوال باب الدار عن موضعه زوال صاحب الدار عن خلقه وتغيره لأهل داره فإن رأى أنه خرج من باب ضيق الى سعة فهو خروجه من ضيق الى سعة ومن هم الى فرج وان رأى أن لداره بابين فإن امرأته فاسدة فمن رأى لبابه حلقتين فغن عليه دينا لنفسين فغن رأى أنه قلع حلقة بابه فإنه يدخل في بدعة وانسداد باب الدار مصيبة عظيمة لأهل الدار
(العتبة) امرأة روى أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم قال لامرأة ابنه اسمعيل قولي له غير عتبة بابك فقالت له ذلك فطلقها وقيل العتبة الدولة والاسكفة هي المراة والعضادة رئيس الدار وقيمها فقلعها ذل لقيم الدار بعد العز وتغيبها عن البصر موت القيم كما أن قلع أسكفة تطليق المرأة (وحكي) أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت رأيت في المنام أسكفة بابي العليا وقعت على السفلى ورأيت المصراعين قد سقطا فوقع أحدهما خارج البيت والآخر داخل البيت فقال لها ألك زوج وولد غائبان قالت نعم فقال أما سقوط الاسكفة العليا فقدوم زوجك سريعا وأما وقوع المصراع خارجا ان ابنك يتزوج امرأة غريبة فلم تلبث إلا قليلا حتى قدم زوجها وابنها مع ابنة غريبة
(الغلق) من خشب هو البلط إذا فتح يكون فيه مكروه
@-ومن رأى أنه يغلق باب داره بالبلط فإنه محكم في حفظ دنياه فإن لم يكن له بلط فليس له ضبط في أمر دنياه فإن رأى أنه يريد اغلاق باب داره ولا ينغلق فإنه يمتنع من أمر يعجز عنه وان رأى غاز أنه يفتح بابا يغلق فإنه ينقب حصنا أو يفتحه فإن فتحه رجل فإنه يمكر بالمنسوب الى ذلك النقب ويفتح عليه خير من قبل ذلك الرجل ودخول الدار دخول في سوم تاجر أو ولاية وال أو صناعة ذي حرفة فمن رأى دربا مفتوحا فإنه يدخل في عمل كما ذكرت
(مرافق الدار) المطبخ طباخة والمبرز امرأة فغن كان واسعا نظيفا غير ظاهر الرائحة فإن امرأته حسنة المعاشرة ونظافته صلاحها وسعته طاعتها وقلة نتنه حسن بناتها وان كان ضيقا مملوء اعذرة لا يجد صاحبه منه مكانا يقعد فيه فإنها تكون ناشزة وان كانت رائحته منتنة فغنها تكون سليطة وتشتهر بالسلاطة وعمق بئرها تدبيرها وقيامها في أمورها وان نظر فيها فرأى فيها دما فإنه يأتي امرأته وهي حائض فإن رأى بئرها قد امتلات فإنه تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة الكثيرة مخافة التبذير فإن رأى بيده خشبة يحرك بها في البئر فإن في بيته امرأة مطلقة فإن كانت الئر ممتلئة لا يخاف فورها فإن امرأته حبلى
@-ومن رأى أنه جعل في مستراح فإنه يمكر به فإن أغلق عليه بابه فإنه يموت وقد تقدم في ذكر الكنيف والمبرز في أول الباب ما فيه كفاية والمعلف عز لأنه لا يكون إلا لمن له الظهر والدواب وقيل أنه امرأة الرجل
@-ومن رأى كأن في بيته معلفا يعتلف عليه دابتان فإنه يدل على تخليط في امرأة مع رجلين إما امرأته أو غيرها من أهل الدار وأما الجحر في الأرض أو الحائط فانه الفم فمن رأى جحرا خرج منه حيوان فانه فم يخرج منه كلام بمنزلة ذلك الحيوان وتأويله (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت جحرا ضيقا خرج منه ثور عظيم فقال الجحر هو الفم تخرج منه الكلمة العظيمة ولا تستطيع العودة اليه (وقد حكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن يزيد بن المهلب عقد طاقا بين داري وداره فقال ألك أم قال نعم قال هل كانت أمة قال لاأدري فأتى الرجل أمه فاستخبرها فقالت صدق كنت أمة ليزيد بن المهلب ثم صرت إلى أبيك
(السرب) كل حفيرة مكر فمن رأى أنه يحفر سربا أو يحفره له غيره فانه يمكر مكرا أو يمكر به غيره فان راى أنه دخل فيه رجع ذلك المكر اليه دون غيره فان راى أنه دخل حتى استترت السماء عنه فانه تدخل بيته اللصوص ويسرقون أمتعة بيته فإن كان مسافرا فانه يقطع عليه الطريق فان راى انه توضأ في ذلك السرب وضوء صلاة أو اغتسل فانه يظفر بما سرق منه أو يعوض عاجلا وتقر عينه لأنه يأخذ بتأويل الماء وان كان عليه دين قضاء الله تعالى فان رأى انه استخرج مما احتفره أو حفر له ماء جاريا أو راكدا فان ذلك معيشة في مكر لمن احتفر
(الحفائر) دالة على المكر والخداع والشباك ودور الزناة والسجون والقيود والمرصد وأمثال ذلك وأصل ذلك ما يحفر للسباع من الربى لتصاد فيها إذا سقطت اليها والمطمورة ربما دلت على الأم الكافلة الحاملة المربية لأن قوت الطفل في بطن أمه مكنوز بمنزلة الطعام في المطمورة يقتات منه صاحبه شيئا بعد شئ حتى يفرغ أو يستغنى عنه بغيره وربما دلت المجهولة على رحبة الطعام وجرت فيما تجري الحفائر فيه لأنها حفرة فمن رأى مطمورة انهدمت أو ارتدمت فان كانت أمه عليلة هلكت وان كانت عنده حامل خلصت وردم قبرها لأن قبر الحامل مفتوح إلا أن يأتي في الرؤيا ما يؤكد موتها فيكون ذلك دفنها وإذا لم يكن شئ من ذلك فانظر فان كان عنده طعام فيها في اليقظة باعه وكان ما ردمت به من التراب والأزبال عوضه وهو ثمنه وان رأى طعامه بعينه زبلا أو ترابا رخص سعره وذهب فيه ماله وان لم يكن له فيها طعام ورآها مملوءة بالزبل أو التراب ملأها بالطعام عند رخصه وان كانت مملوءة بالطعام حملت زوجته ان كان فقيرا أو أمته فان كانت المطمورة مجهولة في جامع أو سماط أو عليها جمع من الناس وكان فيها طعام وهي ناقصة نقص من السعر في الرحبة بمقدار ما نقص من المطمورة وان فاضت وسالت والناس يعرفون منها ولا ينقصونها رخص السعر وكثر الطعام وان رأى نارا وقعت في الطعام كان في الطعام الذي فيها غلاء عظيم أو حادث من السلطان في الرحبة أو جراد أو حجر في الفدادين فان رأى في طعامها تمرا أو سكرا فان السعر يغلو والجنس الذي فيها من الطعام يغلو على ما فيه من الحلاوة في القلة والكثرة فان كان كقدر نصف طعامها فهو على النصف وإلا فعلى هذا المقدار وأما من سقط في مطمورة أو حفير مجهول فعلى ما تقدم في اعتبار السقوط في البئر
(الآبار) أما بئر الدار فربما دلت على ربها لأنه قيمها وربما دلت على زوجته لأنه يدلى فيها دلوه وينزل فيها حبله في استخراج الماء وتحمل الماء في بطنها وهي مؤنثة وإذا كان تأويلها رجلا فماؤها ماله وعيشه الذي يجود به على أهله وكلما كثر كثر خيره ما لم يفض في الدار فإذا فاض كان ذلك سره وكلامه كلما قل ماؤه قل كسبه وضعف رزقه وكلما بعد غوره دل على بخله وشحه وكلما قرب ماؤه من اليد دل ذلك على جوده وسخائه وقرب ما عنده وبذله لماله وإذا كان البئر امرأة فماؤها أيضا مالها وجنينها فكلما قرب من اليد تدانت ولادتها وان فاض على وجه الأرض ولدته أو أسقطته وربما دلت البئر على الخادم والعبد والدابة وعلى كل من يجود في أهله بالنفع من بيع الماء وأسبابه أو من السفر ونحوه لأن البئر المجهولة ربما دلت على السفر لأن الدلاء تمضي فيها وتجئ وتسافر وترجع بمزلة المسافرين الطالعين والنازلين وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات المسبلة في الفلوات على الأسواق التي ينال منها كل من أتاها ما قدر له ودلوه وحبله تشبثه بها وربما دلت على البحر وربما دلت على الحمام وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين وربما دلت على العالم الذي يستقي العلم من عنده الذي يكشف الهموم وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مر بها وأرادها وربما دلت على السجن والقبر لما جرى على يوسف في الجب فمن رأى كانه سقط في بئر مجهولة فان كان مريضا مات وان كان في سفينة عطب وصار في الماء وإن كان مسافرا في البئر قطع من الطريق ومكر به وغدر في نفسه وان كان مخاصما سجن وإلا دخل حماما مكرها أو دخل دار زانية وأما أن استقى بالدلو من بئر مجهولة فإن كان عنده حمل بشر عنه بغلام لقوله تعالى (فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام) وان كانت له بضاعة في البحر أو في البر قدمت عليه أو وصلت اليه وإن كان عنده عليل أفاق ونجا وخلص له وان كان مسجونا نجا من السجن وان كان له مسافر قدم من سفره فإن لم يكن شئ من ذلك وكان عزبا تزوج وإلا توسل إلى سلطان أو حاكم في حاجته وتمت له وكل ذلك إذا طلع دلوه سليما مملوءا والعرب تقول دلونا اليك بكذا أى توسلنا اليك وان لم يكن شئ من ذلك طلب علما فإن لم يلق به ذلك فالبئر سوقه واستقاؤه وتسببه فما أفاد من الماء أفاد مثله وان مجه أو أراقه أتلفه وأنفقه قال الشاعر:
وما طلب المعيشة بالتمني * ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئ بمائها طورا وطــورا * تدئ بحمأة وقليل مــــــــاء
وقال بعضهم إذا رأى الرجل البئر فهي امرأة ضاحكة مستبشرة وإذا رأتها امرأة فهو رجل حسن الخلق
@-ومن رأى أنه احتفر بئرا وفيها ماء تزوج امرأة موسرة ومكر بها لأن الحفر مكر فإن لم يكن فيها ماء فإن المراة لا مال لها فإن شرب من مائها فإنه يصيب مالا من مكر إذا كان هو الذي احتفر وإلا فعلى يد من احتفر أو سميه أو عقبه بعده فإن رأى بئرا عتيقة في محلة أو دار أو قرية يستقي منها الصادرون والواردون بالحبل والدلو فإن هناك امرأة أو بعل امرأة وقيمها ينتفع به الناس في معايشهم ويكون له في ذلك ذكر حسن لمكان الحبل الذي تدلى به الى الماء لقوله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا) فإن رأى أن الماء فاض من تلك البئر فخرج منها فإنه هم وحزن وبكاء في ذلك الموضع فإن امتلأت ماء ولم يفض فلا بأس أن يلقي خير ذلك وشره فإن رأى أنه يحفر بئرا يسقى منها بستانه فإنه يتناول دواء يجامع به أهله فإن رأى أن بئره فاضت أكثر مما سال فيها حتى دخل الماء البيوت فإنه يصيب مالا يكون وبالا عليه فإن طرق لذلك حتى يخرج من الدار فإنه ينجو من هم ويذهب ماله بقدر ما خرج من الدار
@-ومن رأى أنه وقع في بئر فيها ماء كدر فإنه يتصرف مع رجل ذي سلطان جائر ويبتلى بكيده وظلمه وان كان الماء صافيا فإنه يتصرف لرجل صالح يرضى به كفافا فإن راى أنه يهودي أو يرسل في بئر فإنه يسافر والبئر إذا رآها الرجل في موضع مجهول وكان فيها ماء عذب فإنها دنيا الرجل ويكون فيها مرزوقا طيب النفس طويل العمر بقدر الماء وان لم يكن فيها ماء فقد نفذ عمره وانهدام البئر موت المراة فإن رأى أن رجليه تدلتا في البئر فإنه يمكر بماله كله أو يغصب فإن نزل في بئر وبلغ نصفها وأذن فيها فإنه سفر وإذا بلغ طريقه نال رياسة وولاية أو ربحا عن تجارة وبشارة فإن سمع الأذان عزل ان كان واليا وخسر إن كان تاجرا وقال بعضهم من رأى بئرا في داره وأرضه فإنه ينال سعة في معيشته ويسرا بعد عسر ومنفعة وقيل من أصاب بئرا مطمورة أصاب مالا مجموعا
(الحمام) يدل على المرأة لحل الإزار عنده ويأخذ الانسان معه مع خروج عرقه لنزول نطفته في الرحم وهو كالفرج وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام كدور الزناة والسجون ودور الحكام والجناة لناره وظلمته وجلبه أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه وربما دل على البحران والاسقام وعلى جهنم ممن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فيه فإن رأى فيه ميتا فإنه في النار والحميم لأن جهنم ادراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير وان رأى مريض ذلك نظرت في حاله فإن رأى أنه خارج من بيت الحرارة الى بيت الطهر وكانت علته في اليقظة حرا انجلت عنه فإن اغتسل وخرج منه خرج سليما وان كانت علته بردا تزايدت به وخيف عليه فإن اغتسل مع ذلك ولبس بياضا من الثياب خلاف عادته وركب مركوبا لا يليق به فإن ذلك غسله وكفنه ونعشه وان كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج وان رأى اه دخل في بيت الحرارة فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجري الاعتبار ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى دالا على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج فأما نكسة أو افافة وان كان غير مريض وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب حكم له وعليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش فإن لم يكن شئ من ذلك وكان الرجل عزبا تز وج أو حضر في وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة والضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمة الحمام وحرارته فإن كان فيه متجردا من ثيابه فالأمر مع زوجته ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري عليه ما يؤذن الحمام به فإن كان فيه بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضا وتنقل مراتبه ومقاماته ومالقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام وانتقاله فيه من مكان إلى مكان وان رأى أنه دخل من قناة أو طاقة صغيرة في بابه أو كان فيه أسد أوسباع أو وحش أو غربان أو حيات فإنها امرأة يدخل اليها في زينة ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس وقال بعضهم الحمام بيت أذى ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النسا والحمام اشتق من اسمه الحميم فهو حم والحم صهر أو قريب فإن استعمل فيه ماء حارا أصاب هما من قبل النساء وان كان مغموما ودخل الحمام خرج من غمه فإن اتخذ في الحمام مجلسا فإنه يفجر بامرأة ويشهر بأمره لأن الحمام موضع كشف العورة فإن بنى حماما فإنه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك فإن كان الحمام حارا لينا فإن أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون له مشفقون عليه فإن كان باردا فإنهم لا يخالطونه ولا ينتفع بهم وإن كان شديد الحرارة فإنهم يكونون غلاظ الطباع لا يرى منهم سرورا لشدتهم وقيل ان رأى أنه في البيت الحار فإن رجلا يخونه في امرأته وهو يجهد أن يمنعه فلا يتهيأ له فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار الى البيت الأوسط فإنه يغصبه على امرأته وان كان الحمام منسوبا الى غضارة الدنيا فإن كان باردا فإن صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده الى ما يريد وان كان حارا لينا واستطابه فإن أموره تكون على محبة ويكون كسوبا صاحب دولة يرى فيها فرحا وسرورا وان كان حارا شديد الحرارة فإنه يكون كسوبا ولا يكون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة وقيل من رأى أنه دخل حماما فهو دليل الحمى النافض فإن رأى أنه شرب من البيت الحار ماء ساخنا أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل فهو هم وغم ومرض وفزع بقدر سخونة الماء وان شربه من البيت الاوسط فهي حمى صالبة وان شربه من البيت البارد فهو برسام فإن رأى أنه اغتسل بالماء الحار وأراد سفرا فلا يسافر فإن كان مستجيرا بانسان يطلب منفعته فليس عنده فرج لقوله تعالى (وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام فإن ذلك أقوى في التأويل فإن رأى في محلة حماما مجهولا فإن هناك امرأة يغتابها الناس وقال بعضهم من رأى كأنه يبني حماما قضيت حاجته (وحكي) ان رجلا رأى كأنه زلق في الحمام فقصها على معبر فقال شدة تصيبك فعرض له انه زلق في الحمام فانكسرت رجله والاتون امر جليل على كل حال وسرور فمن رأى أنه يبني اتونا فإنه ينال ولاية وسلطانا وان لم يكن متحملا فإنه يشغل الناس بشئ عظيم
(الفرن) المعروف دال على مكان معيشة صاحبه وغلته ومكسبه كحانوته وفدانه ومكان متجره لما يأوي اليه من طعام وما يوقد فيه من النار النافعة وما يرى فيه من زكاة الحنطة المطحونة وريعها وطحن الدواب والأرحية وخدمتها وربما دل على نفسه فما جرى عليه من خير أو شر أو زيادة أو نقص أو خلاء أو عمارة عاد عليه أو على مكان مكسبه وغلته واما الفرن المجهول فربما دل على دار السلطان ودار الحاكم لما فيه من وقيد النار والنار سلطان يضر وينفع ولها كلام وألسنة وانا العجين والحنطة التي يجبى اليه من كل مكان وكل دار فهي كالجبايات والمواريث التي تجبى إلى دار السلطان وإلى دار الحاكم ثم يردونها ارزاقا والدواب كالابناء والأعوان والوكلاء وكذلك الواح الخبز وربما دل على الفسوق لان ارزاق الخلق ايضا تساق اليها ويكون فيها الربح كرماده المطحون والخسارة كنعص المخبوز والحرام والكلام للنار التي فيه فمن بعث بحنطة او شعير الى الفرن المجهول ان كان مريضا مات ومضى بماله الى القاضي وان لم يكن مريضا وكان عليه عشر للسلطان او كراء او بقية من مغرم أو نحو ذلك أدى ما عليه وإلا بعث بسلعة الى السوق فإن كان المطحون والمبعوث به الى الفرن شعيرا أتاه في سلعته قريب من رأس ماله وان كانت حنطة ربح فيها ثلثا للدينار أو ربعا أو نصفا على قدر زكاتها ان كان قد كالها أو وقع في ضميره شئ منها
(الرحى) الطاحون تدل على معيشة صاحبها وحانوته وكل من يتعيش عنده أو كل من يخدمه ويصلح طعامه وينكحه من زوجة أو أمة وربما دلت على السفر لدورانها وربما دلت على الوباء والحرب لسحقها والعرب والشعراء كثيرا يعبرون بها عنها فمن اشترى رحى تزوج ان كان عزبا أو زوج ابنته أو ابنه أو اشترى خادما للوطء أو للخدمة أو سافر إذا كان من أهل السفر وان كان فقيرا استفاد ما يكتفى به لأن الرحى لا يحتاج اليها إلا من عنده ما يطحنه فيها وأما من نصب رحى ليطحن فيها للناس على ماء أو بحر أو غيره فإنه يفتح دكانا أو حانوتا ان لم يكن له حانوت ويدر فيه رزقه ان كان قد تعذر عليه أو جلس للناس بمساعدة سلطان لحكومة أو منفعة أو أمانة وكان له حس في الناس وأما من تولى الطحن بيده فإنه يتزوج أو يتسرى أو يجامع لأن الحجرين كالزوجين والقطب كالذكر والعصمة وان كانت بلا قطب كان الجماع حراما وقد تكون امرأتين يتساحقان فإن لم يكن عنده شئ من ذلك فلعله يتوسط العقد بين زوجين أو شريكين أو يسافر في طلب الرزق واما الرحى الكبيرة إذا رؤيت في وسط المدينة أو في الجوامع فإن كانت بلد حرب كان حربا سيما ان كانت تطحن نارا أو صخرا وإلا كانت طاحونا سيما ان كان المطحون شعيرا معفونا أو ماء وطينا ولحاء هزيلا وقال بعضهم الرحى على الماء رجل يجري على يديه اموال كثيرة سائس للأمور ومن التجأ اليه حسن جده فمن رأى رحى تدور عليه در عليه خير بمقدار الدقيق ومجرى الماء الذي يدخل إلى الرحى من جهة هذا المذكور وربما كانت الرحى إذا دارت سفرا فغن دارت بلا حنطة فهو شغب والرحى إذا دارت معوجة يغلو الطعام ورحى اليد رجلان قاسيان شريكان لا يتهيأ لغيرهما اصلاحهما (وحكي) أن رجلا رأى كأن رحى تدور بغير ماء فقص رؤياه على معبر فقال قد تقارب اجلك ورحى الريح خصومة لا بقاء لها وانكسار الرحى مختلف في تأويله فمنهم من قال تدل على فرج صاحبها من الهموم ومنهم من قال تدل على موت صاحبها
@-ومن رأى له رحى تطحن اصاب خيرا من كد غيره والرحى تدل على الحرب لقول العرب فيها رحى الحرب
(السوق) تدل على المسجد كما يدل المسجد على السوق لأن كليهما يتجر فيه ويربح وقد يدل على ميدان الحرب الذي يربح فيه قوم ويخسر فيه قوم وقد سمى الله تعالى الجهاد تجارة في قوله (هل أدلكم على تجارة تنجيكم) فأهل الأسواق يجاهد بعضهم بعضا بأنفسهم واموالهم وربما دلت على مكان فيه ثواب وأجر وربح كدار العلم والرباط وموسم الحج ومما يباع في السوق يستدل على ما يدل عليه وكل ذلك ما كانت السوق مجهولة فسوق اللحم أشبه شئ بمكان الحرب لما يسفك فيه من الدماء وما فيه من الحديد وسوق الجوهر والز أشبه شئ بحلق الذكر ودور العلم وسوق الصرف أشبه شئ بدار الحاكم لما فيها من تصاريف الكلام والوزن والميزان فمن رأى نفسه في سوق مجهولة قد فاتته فيها صفقة أو ربح في سلعة فإن كان في اليقظة في جهاد فاتته الشهادة وولى مدبرا وان كان في حج فاته أو فسد عليه وان كان طالبا للعلم تعطل عنه أو فاته فيه موعدا وطلبه لغير الله تعالى وان لم يكن في شئ من ذلك فاتته صلاة الجماعة في المسجد وأما من يسرق في سوقه في بيعه وشرائه فإن كان مجاهدا غل وان كان حاجا محرما اصطاد وجامع أو تمتع وان كان عالما ظلم في مناظرته أو خان في فتاويه وإلا راءى بصلاته او سبق إمامه فيها بركوعه أو سجوده أو لم يتم هو ذلك في صلاة نفسه لأن ذلك أسوأ السرقة كما في الخبر وأما السوق المعروفة فمن رآها عامرة بالناس أو رأى حريقا وقع فيها أو ساقية صافية تجري في وسطها أو كان التبن محشوا في حوانيتها أو ريحا طيبة تهب من خلالها درت معيشة أهلها وأتتهم أرباح وجاءهم نفاق وان رأى أهل السوق في نعاس أو الحوانيت مغلقة أو كان العنكبوت قد نسج عليها أو على ما يباع كان فيها كساد أو نزلت بها عطلة وان رأى سوقا انتقلت انتقلت حالة المنتقل الى جوهر ما انتقلت اليه كسوة البز ترى القصابين فيه فإنه يكثر أرباح البزازين في افتراق المتاع وخروجه وان رأى فيه أصحاب الفخار والغلال قلت أرباحهم وضعفت أكسابهم وان رأى فيه أصحاب هرائس ومقالي نزلت فيه محنة اما من حريق أو نهب أو هدم أو نحوه وقال بعضهم السوق الدنيا واتساع السوق اتساع الدنيا وقيل السوق تدل على اضطراب وشغب بسبب من يجتمع اليها من العامة فإما من تعيش من السوق فإنها دليل على خير إذا رأى فيها خلقا كثيرا أو شغلا فأما إذا كانت السوق هادئة دلت على بطالة السوقيين
(الحانوت) يدل على كل مكان يستفيد المرء فيه فائدة في دنياه وأخراه كبستانه وفدانه ونخلته وشجرته وزوجته ووالده ووالدته أو كتابه من قول العامة لمن اعتمد مكانا للفائدة جعله حانوته فمن رأى حانوته انهدم فإن كان والده مريضا مات لأن معيشته منه وان كانت أمه مريضة هلكت لأنها كانت تربيه بلبنها وتقويه بعيشها وان كانت زوجته حاملا أو سقيما ماتت لأنها دنياه ولذته ومتعته ومن في بطنها ماؤه وولده الذي هو في التأويل ماله فإن لم يكن شئ من ذلك تعذرت عليه معيشته وتعطلت عليه الأماكن التي بها قوامه
@-ومن رأى أنه يكسر باب حانوته فإنه يتحول منه وان رأى أبواب الحوانيت مغلقة نالهم كساد في أمتعتهم وانغلاق في تجارتهم فإن رأى أبوابها مسدودة ماتوا وذهب ذكرهم فإن رآها مفتحة تفتح عليهم أبواب التجارة
(الخان) فندق الرجل يدل على ما تدل عليه داره من جسمه واسمه ومجده وذكره وحمامه وفرنه ومجلس قضائه فما جرى عليه عاد عليه وأما المجهول منها فدال على السفر لأنه منزلهم وربما دل على دار الدنيا لأنها دار سفر يرحل منها قوم وينزل آخرون وربما دل على الجبانة لأنها منزل من يسافر عن بيته وخرج عن وطنه الى غير بلاده وهو في حين غربته الى أن يخرج منها مع صحابته وأهل رفقته فمن رأى كأنه دخل في فندق مجهول مات ان كان مريضا أو سافر ان كان صحيحا أو انتقل من مكان إلى مكان فأما من خرج من فندق الى فندق فركب دابة عند خروجه أو خرج بها عن وسطه نظرت إلى حاله فإن كان مريضا خرج محمولا وان كان في سفر تحرك منه وسافر عنه وكذلك ان رأى رفقة نازلة في فندق مجهول ركبانا أو خرجوا منه كذلك فإنه يكون وباء في الناس أو الرفاق كما تقدم أو يخرج يفرق بين الأمرين بأهل الرفقة وأحوالهم في اليقظة ولما لهم ومعروفهم ومجهولهم وبرهم ومراكبهم
(السجن) يدل على ما يدل عليه الحمام وربما دل على المرض المانع من التصرف والنهوض وربما دل على العقلة عن السفر وربما دل على القبر وربما دل على جهنم لأنها سجن العصاة والكفرة ولأن السجن دار العقوبة ومكان أهل الجرم والظلم فمن رأى نفسه في سجن فانظر في حاله وحال السجن فإن كان مريضا والسجن مجهولا فذلك قبره يحبس فيه إلى القيامة وان كان السجن معروفا طال مرضه ورجيت افاقته وقيامه الى الدنيا التي هي سجن لمثله لما في الخبر انها سجن المؤمن وجنة الكافر وان كان المريض مجرما فالسجن المجهول قبره والمعروف دال على طول إقامته في علته ولم ترج حياته إلا أن يتوب أو يسلم في مرضه وان رأى ميتا في سجن فإن كان كافرا فذاك دليل على جهنم وإن كان مسلما فهو محبوس عن الجنة بذنوب وتبعات بقيت عليه وأما الحي والسليم يرى نفسه في سجن فانظر أيضا الى ما هو فيه فإن كان مسافرا في بر أو سفينة أصابته عقلة وعاقه بمطر أو ريح أو عدو أو حرب أو أمر من سلطان وان لم يكن مسافرا دخل مكانا يعصى الله فيه كالكنيسة ودار الكفر والبدع أو دار زانية أو خمار كل انسان على قدره وما في يقظته مما ينكشف عند المسألة أو يعرف عنه بالشهرة أو بزيادة منامه من كلامه وأفعاله في أحلامه وقال بعضهم من رأى أنه اختار سجنا لنفسه فإن امرأة تراوده عن نفسه والله يصرف عنه كيدها ويبلغه منهاه لقوله تعالى (رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه) (وحكي) ان سابور بن أردشير في حياة والده رأى كأنه يبني السجون ويأخذ الخنازير والقردة من الروم فيدخلها فيه وكان عليه أحد وثلاثون تاجا فسأل المعبر عنه فقال تملك إحدى وثلاثين سنة وأما بناء السجون فبعددها تبني مدائن وتأخذ الروم وتأسر منهم فكان كذلك فإنه بعد موت أبيه أخذ ملك الروم وبنى مدينة نيسابور ومدينة الأهواز ومدينة ساوران
(المزبلة) هي الدنيا وبها شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف عليها والزبل الماء لأنه من تراب الأرض وفضول ما يتصرف الخلق فيه ويتعيشون به من عظام وخزف ونوى وتبن ونحو ذلك مما هو في التأويل أموال فمن رأى نفسه على مزبلة غير مسلوكة فأنظر إلى حاله وإلى ما يليق به في أعماله فإن كان مريضا أو خائفا من الهلاك بسبب من الأسباب بشرته بالنجاة أو بالقيام الى الدنيا المشبهة بالمزبلة وان رأى ذلك فقيرا استغنى بعد فقره وكسب أموالا بعد حاجته وان كان له من يرجو ميراثه ورثه لأن الزبل من جمع غيره ومن غير كسبه والمزبلة مثل مال مجموع من ههنا بلا ورع ولا تحر لكثرة ما فيها من التخليط والأوساخ والقاذورات وان كان أعزب تزوج وكان الأزبال شوارها وقشها المقشش من كل ناحية والمشتري من كل مكان والمستعار من كل دار فإن لم يكن ذلك فالمزبلة دكانه وحانوته ولا يبعد أن يكون صرفا أو خمارا أو سقاطا أو من يعامل الخدم المهنة كالفران وان كان يليق به القضاء والملك والجباية والقبض من الناس ولي ذلك وكانت الأموال تجئ اليه والفوائد تهدى اليه والمغارم والمواريث لأن الزبل لا يؤتى به إلى المزبلة إلا من بعد الكنس والكنس دال على الغرم وعلى الهلاك والموت وربما كانت المزبلة للملك بيت ماله وللقاضي دار أمينة وصاحب ودائعه وأما من يقرأ فوق مزبلة فإن كان واليا عزل وان كان مريضا مات وان كان فقيرا تزهد وافتقر
(الطرق الجادة) الطريق هو الصراط المستقيم والصراط هو الدين والاستقامة فمن يسلك فيه فهو على الطريق المستقيم ومنهاج الدين وشرائع الإسلام ومتسمك بالعروة الوثقى من الحق فإن ضل الطريق فهو متحير في أمر نفسه ودينه وان رأى أنه يمشي مستويا على الطريق فإنه على حق فإن كان صاحب دنيا فإنه يهدي إلى تجارة مربحة وأما الطريق المضلة فضلالة لسالكها فإن استرشد وأصاب عاد إلى الحق والطريق الخفي غرور وبدعة وأما الطريق المنعرج في السلوك فيكون في المذاهب والأعمال قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه رأيت كأني أخذت جواد كثيرة فاضمحلت حتى بقيت جادة واحدة فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقه وإلى جنبه أبو بكر رضوان الله عليه قلت إنا لله وإنا اليه راجعون وأما السراب فمن رأى سرابا فإنه يسعى في أمر قد طمع فيه لا يحصل له منه مقصود لقوله تعالى (كسراب بقيعة) (بئر الكنيف) تدل على المطمورة وعلى الكيس لما فيها من العذرة الدالة على المال فمن كنسها ورمى بما فيها من العذرة باع ما عنده من السلع الكاسدة أو بعث بماله في سفره أو عامل به نسيئة إن كان ذلك شأنه إذا حمل ما فيها في الجرار وان صب في القناة أو وجدها لا شئ فيها ذهب ماله ودنى فقره وان كان فقيرا ذهب همه ونقص حزنه حزن الفقر لكنسها عند امتلائها في يقظته وقد يدل على الدين فإن كان مديونا قضى دينه لأنها حش وأما من بال فيها لبنا أو عسلا أتى دبرا حراما ان كانت مجهولة وان كانت في داره صنع ذلك مع أهله
(الجبانة) تدل على الآخرة لانها ركابها واليها يمضي بمن وصل اليها وهي محبس من وصل اليها وربما دلت على دار الرباط والنسك والعبادة والتخلي عن الدنيا والبكاء والمواعظ لأن أهلها في تزاويهم عن الناس عبرة لمن زارهم وموعظة لمن رآهم وانكشفت اليه احوالهم وأجسامهم المنهوكة وفرقهم المسحوقة وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلها وسلم على ساكنيها دار قوم مؤمنين وربما دلت على الموت لانها داره وربما دلت على الكفار وأهل البدع ومحلة أهل الذمة لان من فيها موتى والموت في التأويل فساد الدين وربما دلت على دور المستخفين بالأعمال المهلكة والفساد كدور الزناة ودور الخمور التي فيها السكارى مطروحين كالموتى ودور الغافلين الذين لا يصلون ولا يذكرون الله تعالى ولا ترفع لهم أعمال وربما دلت على السجن لأن الميت مسجون في قبره فمن دخل جبانة في المنام وكان مريضا في اليقظة صار اليها مات عن علته ولاسيما ان كان بنى فيها بيتا أودارا فإن لم يكن مريضا فأنظر فإن كان في حين دخوله متخشعا باكيا بعينه أو تاليا لكتاب الله تعالى أو مصليا إلى القبلة فإنه يكون مداخلا لأهل الخير وحلق الذكر ونال نسكا وانتفع بما يراه أو يسمعه وان كان حين دخوله ضاحكا أو مكشوف السوأة أو بائلا على القبور أو ماشيا مع الموتى فإنه يداخل أهل الشر والفوق وفساد الدين ويخالطهم على ما هم عله وان دخلها بالاذان وعظ من لا يتعظ وأمر بالمعروف من لا يأتمر وقام بحق وشهد بصدق بين قوم غافلين جاهلين أو كافرين وأما من راى الموتى وثبوا من قبورهم أو رجعوا إلى دورهم مجهولين غير معروفين فانه يخرج من في السجن أو يسلم أهل مدينة مشركون أو ينبت ما زرعه الناس من الحب في الأرض مما قد أيسوا منه لدوام القحط على قدر ما في زيادة الرؤيا وما في اليقظة من الشواهد والادلة والامور الظاهرة الغالبة وأما من نبش القبور فان النباش يطلب مطلوبا خفيا مندرسا قديما لان العرب تسميه مختفيا إما في خير أو شر فان نبش قبر عالم ففيه نبش على مذهبه وإحياء ما اندرس من علمه وكذلك قبر الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يفضي به نبشه الى رمة بالية وخرق متمزقة أو تكسر عظامه فأنه يخرج في علمه إلى بدعة وحادثة
وان وجده حيا استخرج من قبره أمرا صالحا وبلغ مراده من احياء سنته وشرائعه على قدره ونحوه وان نبش قبر كافر أو ذي بدعة أو أحد من أهل الذمة طلب مذهب أهل الضلالة أو عالج مالا حراما بالمكر والخديعة وان افضى به النبش الى جيفة منتنة أو حمأة أو عذرة كثيرة كان ذلك أقوى في الدليل وأدل على الوصول إلى الفساد المطلوب وأما من راى ميتا قد عاش فان سنته تحيا في خير أو شر لرائيها خاصة ان كان من أهل بيته أو رآه في داره أو للناس كافة ان كان سلطانا أو عالما وأما أكل الميت في دار فيها مريض فدليل على هلاكه وإلا ذهب لأهلها مال وأما من ناداه الميت فان كان مريضا لحقه وان كان مفيقا فقد وعظه وذكره فيما لابد منه ليرجع عما هو فيه ويصلح ما هو عليه وأما من ضربه ميت أو تلقاه بالعبوس والتهديد وترك السلام فليحذر وليصلح ما قد خلفه عليه من وصية ان كانت اليه أو في أعمال نفسه وذنوبه فيما بينه وبين الله تعالى وان تلقاه بالبشر والشكر والسلام والمعانقة فقد بشره بضد حال الأول وقد تقدم في ذكر باب الأموات ما فيه غنى واما الحمل فوق النعش فمؤيد لما دل عليه الموت في الرؤيا وقد يلى ولاية يقهر فيها الرقاب واما الدفن فمحقق لما دل عليه الموت وربما كان يأسا لمن فسد دينه من الصلاح وربما دل على طول اقامة المسافر وعلى النكاح والعروس ودخول البيت في الكلة مع العروس بعد الاغتسال ولبس البياض ومس الطيب ثم يزوره أخوانه في أسبوعه وربما دل على السجن لمن يتوقعه فان وسع عليه ونوم نومة عروس كان ما يدل عليه خيرا كله وحسنت فيه عقباه وكثرت دنياه وإن كان على خلاف ذلك ساءت حالته وكانت معيشته ضنكا وكان ابن سيرين يقول أحب أن آخذ من الميت واكره ان أعطيه وقال إذا أخذ منك الميت فهو شئ يموت ومن مات ولم ير هناك هيئة الأموات فانه انهدام داره أو شئ منها وإذا راى الحي انه يحفر لنفسه قبرا بنى دارا في ذلك البلد أو تلك المحلة وثوى فيها ومن دفن في قبر وهو حي حبس وضيق عليه وان رأى ميتا عانقه وخالطه كان ذلك طول حياة الحى وان رأى نائما كان ذلك راحته (وأما السور) فسور المدينة دال على سلطانها وواليها وأما المجهول منه فيدل على الإسلام والعلم والقرآن وعلى المال والامان وعلى الورع والدعاء وعلى كل ما يتحصن به من سائر الاعداء وجميع الاسواء من علم أو زوجة أو زوج أو درع أو سيد أو والد أو نحوهم فمن رأى سور المدينة مهدوما مات واليها أو عزل عن عمله وان رآه ماشيا كما يمشي الحيوان فإنه يسافر في سلطانه إلى الناحية التي مشى عليها في المنام فإن كان فوقه سافر معه وأما من بنى سورا على نفسه أو على داره أو على مدينته فأنظر في حاله فإن كان سلطانا حفظ من عدوه ودفع الاسواء عن رعيته وان كان عالما صنف في علمه ما فيه عصمة لغيره وان كان عبدا ناسكا حفظ الناس بدعائه ونجا هو من الفتنة به وان كان فقيرا أفاد ما يستغنى به أو تزوج زوجة ان كان عزبا تحصنه وتدفع فتن الشيطان عنه
@-ومن رأى سورا مجهولا وقد تثلم منه ثلم حتى دخل إلى المدينة لصوص أو أسد فإن أمر الإسلام يضعف أو العلم في ذلك المكان أو ثلم من أركان الدين ركن فإن كان ذلك فيما رآه كان فيما يخصه وكأنه كان فيه وحده دخل ذلك عليه في دينه أو علمه أوفي ماله أو في درعه ان كان في الجهاد أو في حقوق والد أو الدة أو زوج أو سيد فيصل اليه من ذلك الآثام
(القلعة) انقلاع من هم إلى فرج والقلعة ملك من الملوك يبلغ الملوك من خير الى شر فمن رأى كأنه دخل قلعة رزق رزقا ونسكا في دينه
@-ومن رأى قلعة من بعيد فإنه يسافر من موضع الى موضع ويرتفع أمره
@-ومن رأى أنه بنى حصنا احصن فرجه من الحرام وماله ونفسه من البلاء والذل فإن رأى أه خرب حصنه أو داره أو قصره فهو فساد دينه أو دنياه أو موت امرأته
@-ومن رأى أنه في قلعة أو مدينة أو حصن فإنه يرزق صلاحا وذكرا ونسكا في دينه فإن رأى أنه قاعد على شرف حصن فإنه يستعبد أخا أو رئيسا أو والدا ينجو به وقيل الحصن رجل حصين لا يقدر عليه أحد فمن رآه من بعيد فإنه علو ذكره وتحصين فرجه فإن رأى أنه تعلق بحصن من داخله أو خارجه فكذلك يكون حاله في دينه وقيل من رأى أنه تحصن في قلعة نصر (واما البرج) فمن رأى أنه على برج أو فيه فإنه يموت ولا خير فيه لقوله تعالى (اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) (خراب العمران) من رأى الدنيا خربة من المزارع والمساكن ورأى نفسه في خراب مع حسن هيئة من لباس ومركب فإنه ضلالة
@-ومن رأى حيطان الدار انهدمت من سيل ماء فهو موت اهلها فإن رأى الخراب في محلته فإنه موت يقع هناك
@-ومن رأى أنه وثب على بيته فهدمه فهو موت امرأته
@-ومن رأى أن بيته سقط عليه وكان هناك غبار فهو حصبة وربما كان سقوط السقف عليه نكبة
@-ومن رأى خرابا عاد عمرانا صحيحا فإن ذلك صلاح في دين صاحبه ورجوعه من الضلالة إلى الهدى
@-ومن رأى سقوط شئ من داره أو قصره أو بيته إلى داخل وكان له غائب قدم عليه وان كان عنده شئ يخطب اليه خطب منه ابنة أو أخت أو غيرهما وان هدمت الريح داره فهو موت من في ذلك المكان على يد سلطان جائر
(القناطر) القنطرة المجهولة تدل على الدنيا سيما أن كانت بين المدينة والجبانة لأن الدنيا تعبر ولا تعمر وربما دلت على السفن لأنها كالمسافة والسبيل المسلوك المتوسط بين المكانين وربما دلت على السلطان الحاكم والمفتي وكل ما يتوصل الناس به إلى أمورهم ويجعلون ظهره جسرا في نوازلهم وربما دلت على الصراط لأنه عقبه في المحشر بينه وبين الجنة فمن جاز في المنام على قنطرة عبر الدنيا إلى الآخرة سيما ان لقي من بعد عبوره موتى أو دخل دارا مجهولة البناء والأهل والموضع أو طار به طائر أو ابتلعته دابة أو سقط في بئر أو حفير أو صعد إلى السماء كل ذلك إذا كان مريضا في اليقظة وان لم يكن مريضا نظرت فإن كان مسافرا بشرته بتقضي سفره واستدللت على ما تقدم عليه بالذي أفضى عيه عند نزول القنطرة من دلائل الخير والغنى والشر والفقر فإن نزل إلى خصب أو تبن أو شعير أو تمر أو امرأة أو عجوز وصل إلى فائدة ومال وان نزل إلى أرض ومسجد نال مراده في سفره إما حج أو غزو أو رباط وان تلقته أسد أو حمأة أو جدب أو تين أو عنب أسود أو سودان أو ماء قاطع أو سيل دافق فلا خير في جميع ما يلقاه في سفره أو حين وصوله إلى أهله فإن كانت له خصومة أو عند رئيس حاجة نال منها ورأى منه فيها ما يدل على جميع ما نزل اليه من خير أو شر وأما من صار جسرا أو قنطرة فإنه ينال سلطانا ويحتاج إليه وإلى جاهه وإلى ما عنده
(الأعمدة) العمود يدل على كل من يعتمد عليه وما هو عمدة وعماد ودعامة كالإسلام والقرآن والسنن والفقه للدين والسلطان والفقيه والحاكم والوالد والسيد والزوج والوصي والشاهد والزوجة والمال وبمكان العمود وزيادة المنام وصفات النائم يستدل على تأويل الأمر وحقيقة الؤيا فمن رأى عمودا قد مال عن مكانه وكاد أن يسقط من تحت بنائه فإن كان ذلك في الجامع الأعظم فإنه رجل من رجال السلطان ينافق عليه أو يهم بالخروج عن طاعنه أو عن مذهبه أو رجل من العلماء أو الصلحاء يجور عن علمه ويميل عن استوائه لفتنة دخلت عليه أو بلية نزلت به وأن كان في مسجد من مساجد القبائل فإنه إمامه أو مؤذنه أو من يعمره ويخدمه وان كان العمود في داره ومسكنه فإن كان صاحب الرؤيا عبدا فالعمود سيده يتغير عليه ويبدو اليه منه ما يكرهه ويخافه إذا كان قد خاف في المنام من سقوطه عليه وان كانت امراة فالعمود زوجها وان كان رجلا فالعمود والده وسقوط العمود مرض المنسوب اليه أو هلك ان كان مريضا وكذلك ان ارتفع إلى السماء فغاب فيها أو سقط في بئر أو حفير فلم ير وإن كان العمود من أعمدة الكنائس فالمنسوب فيما جرى عليه كافر ومبتدع كالرهبان والشمامسة ورؤس البدع
(المساجد) المسجد يدل على الآخرة لأنها تطلب فيه كما تدل المزبلة على الدنيا وتدل على الكعبة لأنها بيت الله وتدل على الأماكن الجامعة للربح والمنفعة والثواب والمعاونة كدار الحاكم وحلقة الذكر والموسم والرباط وميدان الحرب والسوق لأنه سوق الآخرة ثم يدل كل مسجد على نحوه في كبره واشتهاره وجوهره فمن بنى مسجدا في المنام فأن كان أهلا للقضاء ناله وكذلك ان كان موضعا للفتوى وقد يدل في العالم على مصنف نافع تصنيفه وفي الوراق على مصحف يكتبه وفي الاعزب على نكاح وتزويج ولطلاب المال والدنيا على بناء يبنيه تجري عليه غلته وتدوم فائدته كالحمام والفندق والحانوت والفرن والسفينة وأمثال ذلك لما في المسجد من الثواب الجاري مع كثرة الأرباح في صلاة الجماعة ومجئ الناس اليه من كل ناحية ودخولهم فيه بغير اذن ومن كان في يقظته مؤثرا للدنيا وأموالها أو كان مؤثرا لآخرته على عاجلته عادت الأمثال الرابحة الى الأرباح والفوائد في الدنيا له أو الى الآخرة والثواب في الآجلة التي هي مطلبه في يقظته وأما من هدم مسجدا فإنه يجري في ضد من بناه وقد يستدل على ابتذال حالته بالذي يبنيه في مكانه ويحدثه في موضعه من بعد هدمه فإن بنى حانوتا آثر الدنيا على الآخرة وان بنى حماما فسد دينه بسبب امرأة وان حفر في مكانه حفرا أثم من مكر مكره أو من أجل حماعة فرقها عن العلم والخير والعمل أو من أجل حاكم عزله أو رجل صالح قتله أو مكان فيه من عطله أو نكاح معقود أفسده وأبطله وإذا رأى نفسه مجردا من الثياب في مسجد تجرد فيما يليق به من دلائل المسجد فإن كان في أيام الحج فإنه يحج ان شاء الله سيما أن كان يؤذن فيه وان كان مذنبا خرج مما هو فيه الى التوبة والطاعة وان كان يصلي فيه على غير حاله الى غير القبلة بادي السوأة فإنه يتجرد الى طلب الدنيا في سوق من الأسواق وموسم من المواسم فيحرم فيه ما أمله أو يخسر في كل ما قد اشتراه وباعه لفساد صلاته وخسارة تعبه وقد يدل ذلك على فساد ما يدخل عيه في غفلته من الحرام والربا ان لاق ذلك به وأما المسجد الحرام فيدل على الحج لمن تجرد فيه أو أذن وان لم يكن ذلك في أيام الحج بجوهره في ذلك ودليله لأن الكعبة التي اليها الحج فيه وقد تدل على دار السلطان المحرمة ممن أرادها التي يأمن من دخلها وعلى دار العالم وعلى جامع المدينة وعلى السوق العظيم الشأن الكبير الحرام كسوق الصرف والصاغة لكثرة ما يجب فيهما من التحري وما يدخل على أهلها من الحرام والنقص والاثم وكذلك كل الحرام بما الانسان فيه مطلوب التحفظ من اتيان المحرمات ومن التعدي على الحيوانات ومن اماطة الأذى وأما جامع المدينة فدال على أهلها وأعاليه رؤساؤها وأسافله عامتها وأساطينه أهل الذكر والقيام بالنفع في السلطان والعلم والعبادة والنسك ومحرابه إمام الناس ومنبره سلطانهم أو خطيبهم
وقناديله أهل العلم والخير والجهاد والحراسة في الرباط وأما حصره فأهل الخير والصلاح وكل من يجتمع اليه ويصلي فيه وأما مئذنته فقاضي المدينة أو عالمها الذي يدعى الناس اليه ويرضى بقوله ويقتدي بهديه ويصار الى أوامره ويستجاب لدعوته ويؤمن على دعائه وأما أبوابه فعمال وامناء وأصحاب شرط وكل من يدفع عن الناس ويحفظهم ويحفظ عليهم فما أصاب شيئا من هذه الأشياء أو رأى فيه من صلاح أو فساد عاد تأويله على خاصة أو عامة الكعبة وربما دلت على الصلاة لأنها قبلة المصلين وتدل على المسجد والجامع لأنها بيت الله وتدل على من يقتدي به ويهتدي بهديه ويرجع إلى أمره ولم يخالف إلى غيره كالإسلام والقرآن والسنن والمصحف والسلطان والحاكم والعالم والوالد والسيد والزوج والوالدة والزوجة وقد تدل على الجنة لأنها بيت الله والجنة داره وبها يوصل اليها وقد تدل على ما تدل عليه الجوامع والمساجد من المواسم والجماعات والأسواق والرحاب فمن رأى الكعبة صارت داره سعى اليه الناس وازدحموا على بابه لسلطان يناله أو علم يعلمه أو امرأة شريفة عالية سلطانية أو ناسكة تتزوج وان كان عبدا فإن سيده يعتقه لأن الله تعالى أعتق بيته من أيدي الجبابرة وأما ان كان حولها أو يعمل عملا من مناسكها فهو يخدم سلطانا أو عالما أو عابدا أو والده أو والدته أو زوجة أو سيدا بنصح وبر وكد وتعب ان رأى كأنه دخلها تزوج ان كان عزبا وأسلم ان كان كافرا وعاد إلى الصلاة والصلاح ان كان غافلا وإلى طاعة والديه ان كان عاقا وإلا دخل داره سلطان أو حاكم أو فقيه لأمر من الأمور التي يستدل عليه بزيادة في منامه وأحواله في يقظته إلا أن يكون خائفا في اليقظة فإنه يأمن ممن يريده وان كان مريضا فذلك موته وفوزه سيما ان كان في المنام قد حمل اليها في محمل صامتا غير متكلم أو ملبيا متجردا من الثياب فإنه يخرج من الدنيا ويستجيب لداعي الله تعالى ويفضي ان شاء الله تعالى الى الجنة وأما ان رآها في بلاد أو في محلة فإن كانت الرؤيا خاصة لرائيها ولم ير جماعة من الناس معه رؤيتها فأنظر إلى حالته فإن كان منتظرا لزوجة قد عقد نكاحها وطال عليه انتظارها فقد دنا أمرها وقرب اليه مجيئها سيما ان رآها في محلتها أو في محلته وان دخلها وهي عنده أهديت اليه وان دخلها وهي في جملتها دخل عليها في دارها عاجلا سريعا لقرب الكعبة منه من بعد ومشقة مسافتها وان رآها في ذلك من كان غافلا في دينه أو تاركا للصلاة فإنها له نذير وتحذير من تركه لما عليه أن يعمله من التوجه اليها في مكانه وكذلك ان كان ممن يلزمه الحج وقد غفل عنه فقد ذكرته في نفسها واقتضته في المجئ اليها وان لم يكن شئ من ذلك وكانت الرؤيا لعامة الناس كاجتماعهم حولها في المنام وضجيجهم عندها في الأحلام فأما سلطان عادل يلي عليهم ويقدم عليهم أو حاكم أو رجل عالم إمام مذكور يقدم من حج الناس أو سفر بعيد أو يخرج من داره من بعد تزاويه لحادث يحدث له أو فرض يلزمه أو ميت يموت له فيتبعه الناس ويطوفون حوله بالدعاء له والتبرك به ونحو ذلك
(الكنيسة) دالة على المقبرة وعلى دار الزانية وعلى حانوت الخمر ودار الكفر والبدع وعلى دار المعازف والزمر والغناء وعلى دار النوح والسواد والعويل وعلى جهنم ودار من عصى ربه وعلى السجن
@-ومن رأى نفسه في كنيسة فإن كان فيها ذاكرا لله تعالى أو باكيا أو مصليا الى الكعبة فإنه يدخل جبانة الموتى لزيارة أو لصلاة على جنازة وان كان بكاؤه بالعويل أو كان حاملا فيها ما يدل على الهموم فإنه يسجن في السجن وان رأى فيها ميتا فهو في النار محبوس مع أهل العصيان وان دخلها حيا مؤذنا أو تاليا للقرآن فإن كان في جهاد غلب هو ومن معه على بلد العدو وان كان في حاضرة دخل على قومه في عصيان أو بدع وإلحاد فوعظهم وذكرهم وحجهم وقام بحجة الله فيهم وان كان يرى معهم أو يصلي بصلاتهم ويعمل مثل أعمالهم فإن كان رجلا خالط قوما على كفر أو بدعة أو زنا أو خمر أو على معصية كبيرة كالغناء والزمر وطبل البربطة والطبل سيما ان كان قد سجد معهم للصليب لأنه من خشب وان كان امرأة حضرت في عرس فيه معازف وطبول فخالطتهم أو في جنازة فيها شق وسواد ونوح وعويل فشاركتهم
(الصومعة) تدل على السلطان وعلى الرئيس العالي الذكر بالعلم والعبادة وكذلك المنازل وبمكانها ومنافعها وجوهرها ومعروفها ومجهولها يستدل على تأويلها وحاله المنسوب اليها فما أصابها نزل بها من هدم أو سقوط أو غير ذلك عاد تأويله على من دلت عليه وما كان منها في الهواء أو في الجبانة أو في البرية فدالة على قبور الأشراف ونفوس الشهداء على قدر ألوانها وجوهر بنائها وما كان منها أسود اللون أو مملوءا بالخنازير فهي كنائس والبيعة مجراها في التأويل واما الناس فإذا رأى فيه الموتى دل على بيت مال حرام وإذا رآه خاليا من الموتى فيدل على رجل سوء يأوي اليه رجال سوء.
*1* الباب الأربعون في الذهب والفضة وألوان الحلي والجواهر وسائر ما يستخرج من المعادن مثل الرصاص والنحاس والكحل والنفط والصفر والزجاج والحديد والقار وأشباهها
@أما معادن الأرض فتدل على الكنوز وعلى المال المحبوس وعلى العلم المكنوز وعلى الكسب المخزون لأنها ودائع الله في أرضه أودعها لعباده لمصالحهم في دنياهم ودينهم فمن وجد منها معدنا أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حاله فإن كان حراثا زراعا بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر في الأرض له في باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها وان كان طالبا للعلوم بشرته بنيلها ومطالعتها والظفر بها فإن أباحها للناس في المنام وامتارها الانام بسببه في الأحلام دل ذلك على ما يظهره من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام فإن كان سلطانا قهر عدوه أو معروفا بالجهاد فتح على عددها مدنا مدن الشرك وسى المسلمون منها وغنموا وان كان كافرا بدعيا ورئيسا في الضلال داعيا كانت تلك فتنا يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد لأن الله سبحانه سمى اموالنا وأولادنا فتنة في كتابه ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة
(الذهب) لا يحمد في التأويل لكراهة لفظه وصفرة لونه وتأويله حزن وغرم مال والسوار منه إذا لبسه ميراث يقع فمن رأى أنه لبس شيئا من الذهب فإنه يصاهر قوما أكفاء ومن أصاب سبيكة ذهب ذهب منه مال أو أصابه هم بقدر ما أصاب من الذهب أو غضب سلطان وغرمه فإن رأى أنه يذيب الذهب خاصم في أم مكروه ووقع في ألسنة الناس
@-ومن رأى ان بيته مذهب أو من ذهب وقع فيه الحريق
@-ومن رأى عليه قلادة ذهب أو فضة أو خرز أو جوهر ولي ولاية وتقلد أمانة
@-ومن رأى أن عليه سوارين من ذهب أو فضة أصابه مكروه مما تملك يداه والفضة خير من الذهب ولا خير في السوار والدملج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأني في يدي سوراين من ذهب فنفختهما فسقطا فأولتهما مسيلمة الكذاب والعنسي صاحب صنعاء.
@-ومن رأى أن عليه خلخالا من ذهب أو فضة أصابه خوف أو حبس وقيد ويقال خلاخيل الرجال قيودها وليس يصلح للرجال شئ من الحلي في المنام إلا القلادة والعقد والخاتم والقرط والحلي كله للنساء زينة وربما كان تأويل السوار والخلخال الزوج خاصة والذهب إذا لم يكن مصوغا فهو غرم وإذا كان مصوغا فهو أضعف في الشر لدخول اسم آخر عليه وقيل أن حلي النساء يدل للنساء على أولادهن فذهبه ذكورهن وفضته انائهن وقد يدل الذكر منه على الذكور والمؤنث منه على الإناث (وحكي) أن امرأة أتت معبرا فقالت رأيت كأن لي طستا من ذهب ابريز فانكسرت واندفعت في الأرض فطلبتها فلم أجدها فقال ألك عبد مريض أو أمة قالت نعم قال أنه يموت ورأى انسان كأن عينيه من ذهب فعرض له ذهاب بصره
(الفضة) مال مجموع والنقرة منه جارية حسناء بيضاء ذات جمال لأن الفضة جوهر النساء فمن رأى أنه استخرج فضة نقرة من معدنها فإنه يمكر بامرأة جميلة فإن كانت كبيرة أصاب كنزا فإن رأى انه يذيب فضة فإنه يخاصم امرأته ويقع في ألسن الناس واما الدنانير فإن الدينار الأحمر العتيق الجيد دين حنيفي خالص والدينار الواحد ولد حسن الوجه والدنانير كنز وحكمة أو ولاية واداء شهادة فمن رأى أنه ضيع دينارا مات ولده أو ضيع صلاة فريضة والدنانير الكثيرة إذا دفعت اليك أمانات وصلوات
@-ومن رأى انه ينقل إلى منزله أو قار دنانير فهو مال ينقل اليه لقوله تعالى (فالحاملات وقرا) فإن رأى أن في يده دينارا فإنه قد ائتمن انسانا على شئ فخانه والبهرج دين فيه خلاف والمطلية قلة دين وكذب وزور وقيل إن ابن سيرين كان يقول الدنانير كتب تجئ أو صكاك يأخذها وان كانت الدنانير خمسة فهي الصلوات الخمس وربما كان الدينار الواحد المفرد ولدا وجميع لباس الحلي محمود للنساء وهو لهن زينة وأمور جميلة وربما دل على ما تفتخر به النساء وربما دل على أولادهن المذكر منه ذكر والمؤنث منه انثى وجميعه للرجال مذموم مكروه إلا مالا ينكر لباسه عليهم
(الدراهم) الدراهم الجياد دين وعلم وقضاء حاجة أو صلاة والنقية دنيا صاحب الرؤيا ومعاملته كل أحد على الوفاء وبقاء الكسب والأمانة والصحاح ونثارها على رجل سماع كلام حسن صحيح وعددها اعداد أعمال البر لأنها مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا تتم الأعمال إلا بذكر الله تعالى فإن رآها انسان فإنه يتم أمر الدين والدنيا فإن رأى معه صحاحا واسعة حسناء فإنه دين فإن ان من أبناء الدنيا نال دنيا واسعة ورزقا حسنا وان كانت امرأته حبلى ولدت غلاما حسنا والدراهم الكثيرة إذا أصابها أفاده خير كثير في فرح وسرور فإن رأى أن له على انسان دراهم جيادا صحاحا فإن له عليه شهادة حق وان طالبه بها فهو مطالبته اياه بالشهادة فإن ردها كذلك فهو شهادة بالحق والصحة فإن ردها مكسرة مال في الشهادة فإن ضيع درهما حسنا فإنه ينصح جاهلا ولا يقبل منه والدراهم المزغلة غش وكذب وخلاف وخيانة في المعيشة واجتراء على الكبائر والتي لا نقش فيها كلام ليس فيه ورع والتي نقشها صور بدعة في الدين وفسق والمقطعة خصومة لا تنقطع وقيل بل ينقطع فيها المقال وأخذها خير من دفعها لأن دفعها هم فإن سرق درهما وتصدق به فإنه يروى مالا يسمعه فإن رأى معه عشرة دراهم فصارت خمسة نقص في ماله فإن رأى خمسة صارت عشرة تضاعف ماله وقال بعضهم الدراهم في الرؤيا دليل شر وجميع ما ختم بالسكة وقيل الدراهم تدل على كلام متواتر في الأشياء الجليلة وقيل الدراهم كلام وخصومة إذا كانت بارزة فإن أعطى دراهم في صرة أو كيس استودع سرا وربما كان الدرهم الواحد ولدا والفلوس كلام ردئ وصخب والدراهم الجياد كلام حسن والدراهم الرديئة كلام سوء (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في كمي دينارين فسقطا فكنت أطلبهما فقال انظر قد فقدت من كتبك شيئا قال فنظرت فإذا قد فقدت حجتين (وحكي) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رأيت كأني أصبت أربعة وعشرين دينارا معدودة فضيعتها كلها فلم أجد منها إلا أربعة فقال أنت تصلي وحدك وتضيع الجماعات (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أصبت درهما كسرويا فقال تنال خيرا فلم يمس حتى أفاده ثم أتى آخر فقال رأيت كأني أصبت درهما عربيا فقال له إنك تضرب فعرض له أنه ضرب مائة مقرعة فقيل لابن سيرين كيف عرفت ذلك فقال ان الكسروي عليه ملك وتاج والعربي عليه ضرب هذا الدرهم (وأتاه آخر) فقال رأيت كأني أضرب الدراهم فقال أشاعر أنت فقال نعم (ورأى) رجل كأنه وضع درهما تحت قدمه فقص رؤياه على معبر فقال إنك سترتد عن الدين فارتاع صاحب وقام فقصد الجهاد ليسلم دينه فلما أن تراءى الجمعان أسرته الكفار وضرب بألوان العذاب إلى أن ارتد عن دينه ودليل ارتداده وطؤه اسم الله تعالى (وجاءه رجل) آخر فقال كأني أطأ وجه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمي فقال له ابن سيرين هل بت البارحة وخفك في رجلك قال نعم قال انزعه فنزعه فسقط منه درهم عليه اسم الله واسم رسوله
@-ومن رأى كأنه أصاب طستا من ذهب أو ابريقا أو كوزا له عروة فهو خادم يشتريه أو امرأة يتزوجها أو جارية فيها سوء خلق وقال بعضهم من رأى كأنه يستخدم أواني الذهب والفضة فإنه يرتكب الآثام وما رؤي من ذلك للموتى أهل السنة فهو بشارة لقوله تعالى (يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب)
(الكنز) يدل على حمل المرأة لأن الذهب غلمان والفضة جوار وربما دل على مال بكثرة أو علم للعالم ورزق للتاجر وولاية لأهلها في عدل وقد قيل إن الكنز يدل على الاستشهاد والكنوز أعمال ينالها الانسان في بلاد كثيرة وقال بعضهم من رأى كأنه وجد كنزا فيه مال فيدل على شدة (وحكي) ان امرأة رأت بنتا لها ميتة فقالت لها يا بنية أي الأعمال وجدت خيرا فقالت عليك بالجوز فاقسميه بين المساكين فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال لتخرج هذه المرأة الكنز الذي عندها فلتتصدق به فقالت المرأة استغفر الله ان عندي كنزا دفنته من أيام الطاعون (ورأى) رجل ثلاث ليال متواليات كأنه أتاه آت فقال له اذهب الى البصرة فإن لك بها كنزا فاحمله فلم يلتفت الى رؤياه حتى صرح له بالقول في الليلة الثالثة فعزم على الذهاب الى البصرة وجمع امتعته فلما ان وردها جعل يطوف في نواحيها مقدار عشرة أيام فلم يظهر له شئ وأيس ولام نفسه على ما تجشم فدخل يوما خربة فرأى بيتا مظلما ففتشه فوجد فيه دفترا فأخرجه ونظر فيه فلم يعلم منه شيئا وقد كان مكتوبا بالعبرانية ولم يجد أحدا بالبصرة يقرؤه فانطلق به إلى شاب في بغداد فلما نظر فيه الشاب طلب منه ان يبيعه اياه فأبى وقال ترجمه لي بالعبرانية لأدفعه من بعد اليك فترجمه له وكان ذلك الكتاب في التعبير
(التاج) واما التاج إذا رأته المرأة على رأسها فإنها ستتزوج برجل رفيع ذي سلطان أو غنى وان كانت حاملا ولدت غلاما وان رآه رجل على رأسه فإنه ينال سلطانا أعجميا فإن دخل عليه ما يصلحه سلم دينه وإلا كان فيه ما يفسد الدين لأن لبس الذهب مكروه في الشرع للرجال وقد يكون أيضا زوجة ينكحها رفيعة القدر غنية موسرة وان رأى ذلك من هو مسجون في سجن السلطان فإنه يخرجه ويشرف أمره معه كما شرف أمر يوسف عليه السلام مع الملك إلا أن يكون له والد غائب فإنه لا يموت حتى يراه فيكون هو تاجه والتاج المرصع بالجوهر خير من التاج الذهب وحده (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن على رأسي تاجا من ذهب فقال له ان أباك في غرفة قد ذهب بصره فورد عليه الكتاب بذلك وقال إن التاج على رأس الرجال رئيسه الذي كان فوقه وقد ذهب عنه شئ يعز عليه وأعز ما عليه بصره والاكليل يجري مجرى التاج وقيل هو مال زائد وعلم وولده يرزقه والاكليل للمرأة زوج أعجمي وللرجال ذهاب ما ينسب اليه لأن الذهب مكروه فإن رأى تاجر أنه وضع الاكليل عن رأسه أو سلبه فإنه يذهب ماله فإن وضعه ذو سلطان أصابه خطأ في دينه وإذا رأى الملك ان اكليله أو تاجه وضع عن رأسه أوسلبه زال ملكه
(القرط في الأذن) وأما القرط للرجال فإنه يعمل عملا من السماع ولذة الأذن لا تليق إلا بالنساء كالغناء وضرب البربط وإلا فعل مالا ينبغي له فيغنى بالقرآن فإن لم يكن في شئ من ذلك نظرت الى الحامل من أهله أما زوجته أو ابنته فإنها تلد غلاما ان كان القرط ذهبا وان كان القرط فضة ولدت أنثى
@-ومن رأى امرأة أو جارية في أذنيها قرط أو شنف فإنه يظهر له تجارة في كورة عامرة نزهة فيها اماء وجوار مدللات مزينات لأن المرأة والجارية تجارة والأذن التي وضع عليها القرط إماء ونساء فإن رأى في أذنيه قرطين مرصعين باللؤلؤ فإنه يصيب من زينة الدنيا وجمالها لأن جمال كل شئ اللؤلؤ ويرزق القرآن والدين وحسن الصوت وكمالا في أموره فإن كان مع ذلك شنف فإنه يرزق بنتا فإن رأت امرأة حبلى ذلك فإنها ترزق ولدا ذكرا والقرط والشنف للرجال والنساء سواء وان كان القرط من ذهب فرجل مغن وإن كان من فضة فإنه يحفظ نصف القرآن (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في إحدى أذني قرطا فقال كيف كان غناؤك فقال إني لحسن الصوت
(الخاتم) وأما الخاتم فدال على ما يملكه ويقدر عليه فمن أعطى خاتما أو اشتراه أو وهب له نال سلطانا أو ملك ملكا ان كان من اهله لأن ملك سليمان عليه السلام كان في خاتمه وأيضا فإنه مما تطبع به الملوك كتبها والاشراف خزائنها وقد يكون من الملك دارا يسكنها أو يملكها وفصة بابها وقد يكون امرأة يتزوجها فيملك عصمتها ويفتض خاتمها ويولج اصبع بطنه فيها ويكون فصه وجهها وقد يكون أخذ الخاتم من الله عز وجل للزاهد العابد امانا من الله تعالى من السوء عند تمام الخاتمة واخذه من النبي صلى الله عليه وسلم او من العالم اشارة بنيل العلم وكل هذا ما كان الخاتم فضة واما ان كان ذهبا فلا خير فيه وكذلك ان كان جديدا لانه حلية اهل النار أو نحاسا لما في اسمه من لفظ النحس وما يصنع منها من خواتيم الجن نعوذ بالله من الشر كله وقيل الخاتم يدل أيضا على الولد والمرأة أو شراء جارية أو دار أو دابة أو مال أو ولاية وان كان من ذهب فهو للرجل ذل وقيل من رأى أنه لابس خاتما من حديد فإنه يدل على خير يناله بعد تعب وان كان من ذهب وله فص فإنه جد والخواتيم المفرغة المصمتة هي أبدا خير والمفتوحة التي دخلها حشو تدل على اغتيال ومكر لان فيها شيئا خفيا أو تدل على رجاء لشئ عظيم ومنافع كثيرة لأن عظمها أكبر من وزنها وأما الخواتيم من قرن أو عاج فإنها محمودة للنساء وقيل الخاتم سلطان كبير والحلقة أصل الملك والفص هيبته والختم نفاذ السلطان ومال وولاية والخواتيم أمره ونهيه والنقش فيه مراده ومنيته فمن رأى أن الملك طبع بطابعه نال سلطانا من سلطانه سريعا لا يخالفه لأن الطابع أقوى من الخاتم
@-ومن رأى أنه لبس خاتما من فضة فأنفذه حيث أراد وجاز له ذلك فإنه يصيب سلطانا
@-ومن رأى انه تختم بخاتم الخليفة وكان من بني هاشم أو من العرب فإنه ينال ولاية جليلة فإن كان من الموالي أو يكون له أب فإنه يموت أبوه ويصير خلفا وان لم يكن له أب فإنه ينقلب أمره الى خلاف مايتمنى وإن رأى ذلك خارجي نال ولاية باطلة ومن وجد خاتما صار اليه مال من العجم أو ولد له ولد أو تزوج
@-ومن رأى فص خاتمه تقلقل أشرف سلطانه على العزل فإن رأى فصه سقط مات ولده أو ذهب بعض ماله ومن انتزع خاتمه وكان واليا فهو عزله أو ذهاب ملكه أوطلاق امرأته ويكون ذلك للمراة موت زوجها أو أقرب الناس اليها وقيل الخاتم إذا لبسه الأنسان تجدد له شئ مما ينسب الى الخاتم
@-ومن رأى الحلقة انكسرت وذهبت وبقي الفص فإنه اسمه وذكره وجماله والخاتم من ذهب بدعة ومكروه في الدين وحياته في ملكه ويجور في رعيته والخاتم من حديد سلطان شجاع أو تاجر بصير ولكنه خامل الذكر والخاتم من رصاص سلطان فيه وهن والختم ذو الفصين سلطانا ظاهر وباطن فإن كان ذا الخاتم مما ينسب الى التجارة فهو ربح وان كان منسوبا الى العلم فإنه يداوي أصحاب الدين والدنيا وضيق الخاتم يدل على الراحة والفرج ومن استعار خاتما فإنه يملك شيئا لا بقاء له ومن أصاب خاتما منقوشا فإنه يملك شيئا لم يملكه قط مثل دار أو دابة أو امرأة أو جارية أو ولد وان رأى خواتيم تباع في السوق فهو يبيع أملاك رؤساء الناس فإن رأى السماء تمطر خواتيم فإنه يولد في تلك السنة بنون والخاتم للعرب امرأة وخاتم الذهب قيل هو امرأة قد ذهب مالها ومن تختم بخاتم في خنصره ثم نزعه عنها وأدخله في غيرها فإنه يقود على امرأته ويدعو الى الفساد وان رأى أن خاتمه الذي كان في خنصره مرة في بنصره ومرة في الوسطى من غير أن يحوله فإن امرأته تخونه ومن باع خاتمه بدراهم أو دقيق أو سمسم فإنه يفارق امرأته بكرم حسن أو مال والفص ولد فإن كان فص خاتمه من جوهر فإنه سلطان مع جاه وبهاء ومال كثير وذكر وعز فإن كان فصه من زبرجد فإن كان سلطانا فإنه شجاع مهيب قوي وإن كان في الولد فإنه ولد مهذب راجح كيس وان كان فصه خرزا فإنه سلطان ضعيف مهين وان كان الفص ياقوتا أخضر فإنه يولد له ولد مؤمن عالم فهم والخاتم من خشب امرأة منافقة أو ملك من نفاق فإن أعطيت امرأة خاتما فإنها تتزوج أو تلد (وحكي) ان رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن خاتمي انكسر فقال ان صدقت رؤياك طلقت امرأتك فلم يلبث إلا ثلاثة أيام حتى طلقها وجاءه رجل فقال رأيت كأن في يدي خاتما أختم به في أفواه الرجال وأرحام النساء فقال أنت رجل مؤذن تؤذن في غير الوقت في شهر رمضان فتحرم على الناس الطعام والمباشرة
@-ومن رأى أنه ختم لرجل على طين فإن المختوم له ينال سلطانا من صاحب الخاتم
@-ومن رأى أن ملكا أوسلطانا أعطاه خاتم فلبسه وكان أهلا لذلك نال سلطانا وإلا رجع ذلك في قوم الذي رآه أو عشيرته أو سميه في الناس أو نظيره فيهم وبيع الخاتم فراق المرأة (والمخنقة) للرجال خناق وللمراة زينة وولد من زوج جوهري وان كانت من صفر فمن زوج أعجمي وإن كانت من خرز فإنه من زوج دنئ فإن كانت مفصلة من جوهر ولؤلؤ وزبرجد فإنها تتزج بزوج رفيع وتلد منه بنتين وتجد مناها فيه
(القلادة والعقد) هما للنساء جمالهن وزينتهن ومناهن والعقد المنظوم من اللؤلؤ والمرجان ورع ورهبة مع حفظ القرآن على قدر صغر اللؤلؤ وجماله وكثرته وخطره
@-ومن رأى عليه قلادة ذهب ودر وياقوت ولي عملا من أعمال المسلمين أو تقلد أمانة والجوهر في العقد جوهر عمله ومبلغه ومنتهاه والقلادة للرجال إذا كان معها نقود من فضة دليل تزويج بامرأة حسناء والياقوت والجوهر فيها حسنها وان كانت من الفضة والجوهر فإنه ولاية جامعة مع مال وفرح وإذا كانت من حديد فهي ولاية في قوة وإذا كانت من صفر فهي متاع الدنيا وإذا كانت من خرز فولاية في وهن وضعف وإذا كانت منسوبة إلى المرأة فإنها امرأة دنيئة والقلادة للنساء مال ائتمنها عليه زوجها وقال بعضهم الزينة التي تعلقها النساء في أعناقهن تدل على أزواجهن والولد لأن هذه الزينة كما أنها تعانق المرأة فكذلك الزوج والولد وأما الرجال فإن مثل هذه الرؤيا تدل على اغتيال ومكر فيهم وتعقد أسباب وليس ذلك بسبب الجوهر ولكنه بسبب الهيئة (وأما العقد) للرجل في عنقه فإن كان طالبا للقرآن جمعه وان كان طالبا للفقه أحكمه وان كان عليه عهد أو عقد وفى به وان لم يكن شئ من ذلك وكان عزبا تزوج امرأة تحسن القرآن وان كان عنده حمل ولد له غلام إلا أن ينقطع سلكه ويتبذر نظمه فإن كان في عنقه عهد نكثه وان كان حافظا للقرآن نسيه وغفل عنه وإلا تشتت منه العلم وتلف له وإذا اجتمعت أسلاك فالجوهر منها قرآن واللؤلؤ سنن وسائر الجواهر حكم وكلام البر والفقه وعقد المرأة زوجها أو ولدها والقلادة من جوهر تدل على الإيمان والعلم والقرآن (وأما الطوق) للرجال فاحسان المرأة الى زوجها وسعته غنى للزوج وإحكامه علم الزوج وكونه من حديد قوته وكون الخشب في وسطه نفاقه وهو للسلطان ظفر وللتاجر ربح وان رأى كأنه مطوق طوقا ضيقا فإنه بخيل وان كان صاحب الرؤيا من أهل الورع فإنه لا ينتفع به أحد من أهل الدين وان كان عالما فإنه يكتم علما قال الله تعالى (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة)
@-ومن رأى كأنه اشترى جارية في حلقها طوق من فضة فإنه يتجر على قدر الحاجة تجارة يستفيد منها قوة أو يصيب من التجارة امرأة أو جارية لأن الفضة من جوهر النساء وقيل إن الطوق من أي نوع كان فساد في الدين
(السوار) من رآه من الرجال فهو ضيق فان كان اسورة من فضة فهو رجل صالح للسعي في الخيرات لقوله تعالى (وحلوا أساور من فضة) وان كان له أعداء فان الله يعينه
@-ومن رأى في يده سوارا من ذهب غلت يده فان راى ملكا سور رعيته فانه يرفق بهم ويعدل فيهم وينالون كسبا ومعيشة وبركة ويبقى سلطانه فان سورت يد السلطان فهو فتح يفتح على يديه مع ذكر وصيت وقيل أن السوار من الفضة يدل على ابن وخادم وقيل سوار الفضة زيادة مال وقد تقدم ذكر السوار أيضا في أول الباب (وأما الدملج) فهو للنساء زينة وفخر وجمال وان عد عليهن فهو افتتاح خيرهن وسرورهن من قيمهن والدملج للرجال قوة على يد أخيه لأن العضد أخ وكذلك الساعد وان كان من ذهب وراى كأنه عليه دل على أنه يضرب بالسياط والضيق منه أقوى في النأويل (وأما العضد) فمن كان في يده معضد من فضة فانه يزوج ابنة أخيه وان كان المعضد من خرز فانه ينال من اخواته هموما متتابعة من قبل أخ أو أخت وكل شئ تلبسه المرأة من الحلي فهو زوجها لقوله تعالى (هن لباس لكم)
(المنطقة) هي أب وأخ أو عم أو ولد وتدل على رجل من الرؤساء يستعين به في الأمور فان رأى كأن ملكا أعطاه منطقة وشد بها وسطه دل على انه قد بقي من عمره النصف وإن كانت المنطقة محلاة بالذهب فإن حلية المنطقة قواد الوالي وكونها من ذهب ظلمة ومن حديد قوة جنده ومن رصاص ضعفهم ومن فضة غناهم فإن رأى كان عليه منطقتين أو أكثر حتى عجز عن حملها فإن صاحبها يطول عمره حتى يبلغ أرذله فإن رأى كأنه أعطى منطقة فأخذها بيمينه ولم يشد بها وسطه فإنه يسافر سفرا في سلطان وان كانت بيساره منطقة وبيمينه سوط نال ولاية والوالي إذا انقطعت منطقته قوي أمره وطال عمره ومن شد وسطه بخيط مكان المنطقة فقد ذهب نصف عمره وان شد وسطه بحية فإنه يشده بهميان فيه دراهم أو دنانير وقيل من أعطاه الملك منطقة نال ملكا
@-ومن رأى عليه منطقة بلا حلي استند إلى رجل شريف قوي ينال منه خيرا ونعمة يشتد بها ظهره فإن كان غنيا فهو قوته وصيانته وثباته في تجارته أو سلطانه ونيل مال حلال وتكون سريرته خيرا من علانيته والمنطقة المبهمة ظهر الرجل الذي يستند اليه ويتقوى به إذا كانت في وسطه وان كانت محلاة بالجواهر أصاب مالا يسود به أو ولدا يسود أهل بيته والخلخال من فضة ابن والرجل إذا رأى عليه خلخالا من ذهب دلت رؤياه على مرض يصيبه أو خطأ يقع عليه في الدين والخلخال للمرأة أمن من الخوف ان كانت ذات بعل وإن كانت أيما فإنها تتزوج برجل كريم سخي ترى منه خيرا وقد تقدم أيضا ذكر الخلخال في أول الباب
(اللؤلؤ) اللؤلؤ لمنظوم في التأويل القرآن والعلم فمن رأى كأنه يثقب لؤلؤا مستويا فانه يفسر القرآن صوابا
@-ومن رأى كأنه باع اللؤلؤ أو بلعه فانه ينسى القرآن وقيل من رأى كأنه يبيع اللؤلؤ فانه يرزق علما يفشيه في الناس وادخال اللؤلؤ في الفم يدل على حسن الدين فان رأى كأنه ينثر اللآلئ من فيه والناس يأخذونها وهو لا يأخذها فانه واعظ نافع الوعظ وقيل ان اللؤلؤ امرأة يتزوجها أو خادم وقيل اللؤلؤ ولد لقوله تعالى (ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) واستعارة اللؤلؤتدل على ولد لا يعيش واستخراج اللؤلؤ الكثير من قعر البحر أو من النهر مال حلال من جهة بعض الملوك واللؤلؤ الكثير ميراث أيضا وهو للوالي ولاية وللعالم علم وللتاجر ربح واللؤلؤ كمال كل شئ وجماله
@-ومن رأى كأنه يثقب لؤلؤا بخشبة فانه ينكح ذات محرم ومن بلع لؤلؤا فانه يكتم شهادة عنده ومن مضغ اللؤلؤ فانه يغتاب الناس
@-ومن رأى كأنه تقيأه ومضغه وبلعه فانه يكايد الناس ويغتابهم
@-ومن رأى لؤلؤا كثيرا مما يكال بالقفزان ويحمل بالاوقار وكأنه استخرجه من بحر فانه يصيب مالا حلالا من كنوز الملوك فان رأى كأنه يعد اللؤلؤ فقد قيل انه يصيبه مشقة
@-ومن رأى كأنه فتح باب خزانة بمفتاح وأخرج منها جواهر فانه يسأل عالما عن مسائل لأن العالم خزانة ومفتاحها السؤال وربما كانت هذه الرؤيا امرأة يفتضها ويولد له منها أولاد حسان
@-ومن رأى كأنه رمى لؤلؤا في نهر أو بئر فانه يصطنع معروفا إلى الناس فمن رأى كأنه ميز بين لؤلؤ وقشرها وأخذ القشر ورمى بما في وسطه فانه نباش وكبير اللؤلؤ أفضل من صغيره وربما دل كبيره على السور الطوال من القرآن واللؤلؤ المنظوم يدل على الولد وان كان منسوبا فإنه جوار وربما دل منثوره على مستحسن الكلام وأصناف اللؤلؤ والجوهر وغيره دالة على حب الشهوات من النساء والبنين (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت رجلين يدخلان في أفواههما اللؤلؤ فيخرج أحدهما أصغر مما أدخله يخرج الآخر أكبر عنه فقال أما من رأيته يخرج صغيرا فإنك رأيتها لي وأنا أحدث بما أسمعه وأما من رأيته يخرج كبيرا فرأيته للحسن البصري ولعبادة يحدثان بأكثر مما سمعاه وجاءته امرأة فقالت اني رأيت في حجري لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختي إحداهما فأعطيتها الصغرى فقال لها أنت امرأة تعلمت سورتين إحداهما أطول من الأخرى فعلمت أختك الصغرى فقالت صدقت تعلمت البقرة وآل عمران فعلمت أختي آل عمران وجاءه رجل فقال رأيت كأني أبتلع اللؤلؤ ثم أرمي به قال أنت رجل كلما حفظت القرآن نسيته وضيعته فاتق الله وجاءه آخر فقال رأيت كأني أثقب لؤلؤة فقال ألك أم قال نعم كانت وسبيت قال فلك جارية اشتريتها من السبي قال نعم قال اتق الله فأمك هي وجاءه آخر فقال رأيت كأني أمشي على لؤلؤ فقال اللؤلؤ القرآن وينبغي أن يجعل القرآن تحت قدميك وجاءه آخر فقال رأيت كأن فمي ملئ لؤلؤ وأنا ضام عليه لا أخرجه فقال أنت رجل تحسن القرآن ولا تقرؤه فقال صدقت وجاءه آخر فقال رأيت كأن في إحدى أذني لؤلؤ بمنزلة القرط فقال اتق الله ولا تغن بالقرآن وجاءه آخر فقال رأيت كأن اللؤلؤ ينثر من فمي فجعل الناس يأخذون منه لا أخذ منه شيئا فقال أنت رجل قاض تقول مالا تعمل به
(المرجان) قال بعضهم هو مال كثير وجارية حسناء مذكورة خيرة هشة بشة والقلادة منه والخرز ما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى (لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد)
(الياقوت) فرح ولهو فمن رأى أنه يختم بالياقوت فإنه يكون له دين واسم فإن رأى أنه أخذ فص ياقوت وكان يتوقع ولدا ولد له بنت وان أراد التزويج تزوج امرأة حسناء جميلة ذات دين لقوله تعالى (كأنهن الياقوت والمرجان) فإن رأى كأنه استخرج من قعر البحر أو النهر ياقوتا كثيرا يكال بالمكيال أو يحمل بالأوقار فإنه مال كثير من سلطان والكثير من الياقوت للعالم علم وللوالي ولاية وللتاجر تجارة وقيل ان الياقوت صديق
@-ومن رأى أنه نظر في جوهر أو لؤلؤ لا ضوء له أو في زجاجة لا ضوء لها فليحذر الخناق والشدة لأن النفس في البدن كالنور في الزجاج والجوهر أو يذهب عقله لأن العقل جوهر مبسوط وإذا كانت الياقوتة صديقا كان قاسي القلب
@-ومن رأى كأن له إكليلا من ياقوت ومرجان فإنه عزة وقوة من قبل امرأة حسناء وقال بعضهم إن الياقوت منسوب إلى النساء حتى يكون كثيرا يكال فيكون حينئذ مالا ومن أعطى ياقوتة فإنه يصيب امرأة حسناء
(الزمرد والزبرجد) هو المهذب من الأخوان والأولاد والمال الطيب الحلال والكلام الخالص من العلم والبر ويكون أيضا صديقا صاحب دين وورع وحسب وأما الفيروز فهو فتح ونصر وإقبال وطول عمر (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت في يدي خاتما فصه من ياقوتة حمراء فقال تحبك امرأة جميلة فيها قسوة شديدة
(العقيق) مبارك ينفي المفقر على ما روي في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى كأنه تختم به فإنه يملك شيئا مباركا وينال نعمة نامية وكذلك الجزع
(السبج) مال من شبهة ولمن يتوقع الولد ولد ويدل أيضا على الصديق المنافق والخرزة الواحدة صديق لا معين له والكثير منه مال حرام والرصاص يدل على عوام الناس ويدل أخذه على استفادة مال من قبل المجوس وأخذ الرصاص الذائب دليل خسران في المال والرصاص الجامد لا يدل على خسران
@-ومن رأى أنه يذيب رصاصا فإنه يخاصم في أمر فيه وهن وثع في ألسنة الناس
(الصفر والنحاس) مال من قبل النصارى واليهود فمن رأى أنه يذيب صفرا فإنه يخاصم في أمور من متاع الدنيا ويدل أيضا على كلام السوء والبهتان
@-ومن رأى في يده شيئا منه ليحذر أناسا يعادونه وليتق الله ربه في دينه لأن الله تعالى يقول (من حليهم عجلا جسدا له خوار) لم يكن ذهبا ولا فضة وإنما كان نحاسا
@-ومن رأى صفرا أو نحاسا فإنه يرمى بكذب أو بهتان أو يشتم
(الحديد) قال الله تعالى (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) والحديد مال وقوة وعز وأكله مع الخبز مداراة واحتمال لأجل المعاش ومضغه غيبة والحديد ظفر (وحكي) أن رجلا أتى جعفرا الصادق عليه السلام فقال رأيت كأن ربي أعطاني حديدا وسقاني شربة خل ثقيف فقال تعلم ولدك صنعة داود عليه السلام والخل مال حلال في مرض يطول فيه مضجعك وتموت فيه على وصية والكحل مال والمكحلة امرأة والاكتحال يستحب من الرجل الصالح ولا يستحب من الرجل الفاسق والميل ولد وقيل الكحل يدل على زيادة ضوء البصر وأما الزجاج فهول لا بقاء له وهو من جوهر النساء ورؤيته في وعاء أقل ضررا وقيل هو هم لا بقاء له وقد تقدم ذكر أوانيه في باب الخمر وأوانيها وقد جاء في الخبر عن أم سلمة رضي الله عنها انها قامت من نومها باكية فسئلت عن ذلك فقالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قارورة فقلت ماهذا يا رسول الله قال أجمع فيها دم الحسين فلم تلبث أن جاء نعي الحسين عليه السلام وأما الزئبق فيدل على خلف الموعد والخيانة والنفاق واتباع الهوى
@-ومن رأى بيده شيئا من الزئبق فإنه مذبذب في دينه متابع لهواه خائن غير مؤتمن وأكله لا خير فيه والقار وقاية وجنة من محذور والنفط مال حرام وقيل امرأة مفسدة ومن صب عليه نفط أصابه مكروه من جهة السلطان وأما الفلوس فالمنثور منها في وعاء قضاء حاجة والمكشوف منها كلام ردئ وصخب
@-ومن رأى أنه أدخل في فمه درهما فأخرج فلسا فأنه زنديق والفلس كلام مع رياء ومجادلة
@-ومن رأى فلوسا عليها اسم الله تعالى فإنه رخص لنفسه السماع واستماع الشعر مثل القرآن
@-ومن رأى كأنه ابتلع دينارا وأخرجه من سفله فلسا فإنه يموت على الكفر لأن الدينار دين والفلس غش وكفر وضلال وقال بعضهم الفلوس تدل على حزن وضيق وكلام يتبعه غم وقيل الفلس يدل على الافلاس (مركب الحلي) مال شريف بقدر ما أراد لأنه إذا كان من ذهب لا يضر لأنه شرف الدابة ورفعة ثمنها وكثرة حليها ارتفاع ذكره وعلم رياسته فمن رأى في يده مركبا فإنه ينال مال رجل شريف ويفيد جارية حسناء وإن كان من فضة وذهب فإنه جوار وغلمان حسان أصحاب زينة .
*1* الباب الحادي والأربعون في البحر وأحواله والسفينة والغرق والأنهار والآبار والمياه وظروفها من الدلاء والخوابي والجرار والكيزان
@البحر في التأويل سلطان مهيب قوي كما أن البحر أعظم الأنهار
(الماء) يدل على الإسلام والعلم وعلى الحياة وعلى الخصب والرخاء لأن به حياة كل شئ كما قال الله تعالى (لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه) وربما دل على النطفة لأن الله تعالى سماها ماء والعرب تسمي الماء الكثير نطفة ويدل على المال لأنه يكسب به فمن شرب ماء عذبا صافيا من بئر أو سقاء ولم يستوعب آخره فإن كان مريضا افاق من علته ودامت حياته ولم تتعجل وفاته وان لم يكن مريضا تزوج إن كان عزبا لتلذذه بشربه ونزول الماء من أعلاه إلى ذكره وان كان متزوجا ولم ينكح أهله في ليلة اجتمع معها وتلذذ بها وان لم يكن شئ من ذلك أسلم غن كان كافرا ونال علما إن كان صالحا وللعلم طالبا وإلا نال دنيا حلالا إن كان تاجرا إلا أن يدخل على الماء ما يفسده فيدخل ذلك على حرامه واثمه مثل أن يشربه من دور أهل الذمة فإما علم فاسد ووطء ردئ أو مال خبيث وان كان الماء كدرا أو مرا أو منتنا فإنه يمرض أو يفسد كسبه أو يتمرر عيشه أو يتغير مذهبه لكل انسان على قدره وما يليق به وبالمكان الذي شرب منه والاناء الذي كان فيه وأما من حمل ماء في وعاء فإن كان فقيرا أفاد مالا وان كان عزبا تزوج وان كان متزوجا حملت زوجته أو أمته منه ان كان هو الذي أفرغ الماء في الوعاء أو زوجته أو خادمه من بئره أو زيره أو قربته وأما جريان الماء في البيوت ودخوله إلى الدور فلا خير فيه فإن كان ذلك عاما في الناس دخلت عليهم فتنة أو مغرم أو سبي أو اسقام أو طواعين وان كان ذلك في دار مخصوصة نظرت في أمرها فإن كان فيها مريض مات فسعى الناس اليه في نعيه بالبكاء والدموع وكذلك ان سالت في البيت ميازيب أو انفجرت فيه عيون فإنها عيون باكية على موت المريض أو عند وداع المسافر أو في شر ومضاربة بين ساكنيه أو بلاء يحل فيه من مرض أو سلطان وكذلك جريان الماء في محلة أو ركوده يؤذن باجتماع جمع من الناس وجريانه في أماكن النبات يؤذن بالخصب وكثرته وغلبته على المساكن والدور من عيون الأرض أو سيولها بلاء من الله عز وجل على أهل ذلك المكان إما طاعون جارف أو سيف مبيد إن تهدمت له المساكن وغرق فيه الناس وإلا كان عذابا من السلطان أو جائحة من الجوائح فإن رأى أنه أعطى ماء في قدح دل ذلك على الولد وإن شرب ماء صافيا في قدح نال خيرا من ولده أو زوجته لأن الزجاج من جوهر النساء والماء جنين وقال بعضهم من رأى كأنه يشرب ماء سخنا أصابه غم فإن رأى أنه القي في ماء صاف سر مفاجأة وقيل ان عين الماء لأهل الصلاح خير ونعمة لقوله تعالى (فيهما عينان تجريان) ولغير أهل الصلاح مصيبة وانفجار الماء من حائط حزن من الرجال مثل أخ أو صهر أو صديق فإن رأى أن الماء انفجر وخرج من الدار فإنه يخرج من الهموم كلها وإن لم يخرج منها فإنه هم دائم فإن كان ذلك المكان صافيا فهو حزن ي صحة جسم وهذا كله في العين إذا لم تكن جارية فإن كانت جارية فهو خير جار لصاحبه حيا وميتا إلى يوم القيامة وقال بعضهم من رأى كأن في داره عين ماء جارية فإنه يشتري جارية وإذا رأى كأن عيونا انفجرت فإنه ينال أموالا في توبيخ والماء الصافي رخص الأسعار وبسط العدل
@-ومن رأى كأنه شرب ما كثيرا أكثر من عادته في اليقظة فإن عمره يطول وقيل ان شرب الماء سلامة من العدو ومضغه معالجة الكدر والشدة في المعيشة وبسط اليد في الماء تقليب مال وتصرف فيه والماء الراكد أضعف من الماء الجاري في كل حال وقيل ان الماء الراكد حبس فمن رأى أنه سقط في ماء راكد فهو حبس وغم والماء المالح غم والماء الأسود إذا نزح من البئر فإنها امرأة يتزوجها ولا خير فيها وقيل ان رؤية الماء الأسود خراب الدور وشربه ذهاب البصر والماء الآسن عيش نكد والماء المنتن مال حرام والماء الأصفر مرض وغور الماء عزل وذل وزوال النعمة لقوله تعالى (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين) والماء الحار الشديد الحرارة إذا رأى كأنه استعمله بالليل أو بالنهار أصابته شدة من قبل السلطان وإذا رأى كأنه استعمله بالليل أصابه فزع من الجن والماء الكدر عسر وتعب وشربه مرض وزبد الماء مال لا خير فيه ومن شرب من ماء البحر وهو كدر أصابه هم من الملك
@-ومن رأى كأنه نظر في ماء صاف فرأى وجهه فيه كما يراه في المرآة فإنه ينال خيرا كثيرا فإن رأى أن وجهه فيه حسن فإنه يحسن إلى أهل بيته وصب الماء انفاق المال والماء في غير ظروفه من صرة أو ثوب دليل الغور لأنه يظن انه يحرزه ولم يحرزه والوضوء من ماء لا يكره صافيا كان أو كدرا حارا أو باردا بعد أن يكون نظيفا يجوز به الوضوء لأن الوضوء أقوى في التأويل من مخارج الماء واختلافه ويكره من العيون ماء كدر لم يجر والمشي فوق الماء غرر ومخاطرة فإن خرج منه قضيت حوائجه
@-ومن رأى أنه في ماء عميق كثير ونزل فيه فلم يبلغ قعره فإنه يصيب دنيا كثيرة ويتمول وقيل بل يقع في أمر رجل كبير والاغتسال بالماء البارد توبة وشفاء من المرأة والخروج من الحبس وقضاء الدين والامن من الخوف
@-ومن رأى كأنه يشرب ماء كثيرا عذبا كان طول حياة وطيب عيش فإن شربه من البحر نال مالا من الملك وان شربه من النهر ناله من رجل حاله في الرجال كحال ذلك النهر في الأنهار وان استقاه من بئر أصاب مالا بحيلة ومكر
@-ومن رأى أنه يستقي ماء ويسقى به بستانا أو حرثا أفاد مالا من امرأة فإن اثمر البستان أو سنبل الزرع أصاب من تلك المرأة مالا وولدا وسقى البستان والزرع مجامعة امرأته والماء في قدح زجاج ولد فإن انكسر القدح وبقي الماء ماتت الأم وبقي الولد وان ذهب الماء وبقي القدح مات الولد وبقيت الأم سئل ابن سيرين عن امرأة رؤي لها أنها تسقي الماء فقال لتتق الله هذه المرأة ولا تسعى بين الناس بالكذب وجاءه رجل فقال رأيت كأني أشرب من خرق ثوبي ماء لذيذا باردا فقال اتق الله ولا تخلون بامرأة لا تحل لك فقال انما هي امرأة خطبتها إلى نفسي
(البحر) أما البحر فدال على كل من له سلطان على الخلق كالملوك والسلاطين والجباة والحكام والعلماء والسادات والازواج لقوته وعظيم خطره وأخذه وإعطائه وماله وعلمه ماؤه وموجه رجاله أو صولاته أو حجته وأوامره وسمكه رعيته ورجاله أرزاقه وأمواله أو مسائله وحكمه ودوابه وقواده وأعوانه وتلاميذه وسننه وعساكره ومساكنه نساؤه وأمناؤه وتجاراته وحوانيته أو كتبه ومصاحفه وفقهه وربما دل البحر على الدنيا وأهوالها تعز واحدا وتموله وتفقر آخر وتقتله وتملكه اليوم وتقتله غدا ويمهد له اليوم وتصرعه بعده وسفنه أسواقها ومواسمها وأسفارها الجارية تغني أقواما وتفقر آخرين ورياحه أرزاقها واقبالها وحوادثها وطوارقها وأسقامها وسمكه رزقها وحيوانه ودوابه آفاتها وطوارقها وملوكها ولصوصها وموجه همومها وفتنها وربما دل البحر على الفتنة الهائجة المضطربة الفائضة وسفنه عصمة الله تعالى لمن عصم فيها وأمواجها ترادفها وسمكه أهلها الخاطئون فيها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم بل ياكله ويستأكله ويهلكه إن قدر عليه ودوابه رؤساؤها وقاداتها وأهل البأس والشر فيها وربما دل على جهنم وسفنه كالصراط المنصوب عليها فناج ومخدوش ومكدوس وغريق في النار وأمواجه زفيرها فمن رأى نفسه في بحر أو رؤي له ذلك فإن كان ميتا فهو في النار لقوله تعالى (أغرقوا فأدخلوا نارا) فكيف بالميت ان كان غريقا وان كان مريضا اشتدت به علته وعظم بحر أنه فان غرق فيه مات من علته وان لم يكن مريضا داخل سلطانا ان كان ذلك في الصيف وفي هدوء البحر أو يسبح في العلم ويخالط العلماء أو يتسع في الموال والتجارة على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء فإن غرق في حاله ولم يمت في غرقه ولا أصابه رجل ولا غم تبحر فيما هو فيه ومنه قولهم غرق فلان في الدنيا وغرق في النعيم والعلم ومع السلطان فإن مات في غرقه فسد دينه وساء قصده في مطلوبه لاجتماع الموت والغرق واما ان دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه نزل به بلاء من السلطان اما سجن أو عذاب ويناله مرض واستسقاء ورياح ضارة أو يحصل فتنة مهلكة فإن غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه في فتنة ومن أخذ من ماله فشر به أو اقتناه جمع مالا من سلطان مثله أو كسب من الدنيا نحوه ومن دخل البحر فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك الأعظم أو من سلطان ذلك المكان ومن قطع بحرا أو نهرا إلى الجانب الآخر قطع هما وهولا أو خوفا وسلم منه وقال بعضهم من رأى البحر أصاب شيئا كان يرجوه
@-ومن رأى أنه خاض البحر فإنه يدخل في عمل الملك ويكون منه على غرر فإن شرب ماءه كله فإنه يملك الدنيا ويطول عمره أو يصيب مثل مال الملك أو مثل سلطانه أو يكون نظيره في ملكه فإن شربه حتى روي منه فإنه ينال من الملك مالا يتمول به مع طول حياته وقوته فإن استقى منه فإنه يلتمس من الملك عملا وينال بقدر ما استقى منه فإن صبه في اناء فإنه يجني مالا كثيرا من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالا والدولة أقوى وأوسع وأدوم من البحر لنها عطية الله ومن اغتسل من البحر فإنه يكفر عنه ذنوبه ويذهب همه بالملك ومن نزل في البحر فإنه يقيم على الخطايا
@-ومن رأى البحر من بعيد فإنه يرى هولا وقيل يقرب اليه شئ يرجوه ورؤية البحر هادئا خير من ان تكون أمواجه مضطربة والبحيرة تدل على امرأة ذات يسار تحب المباشرة لأن البحيرة واقفة لا تجري وهي تقل من يقع فيها ولا تدفعه والموج شدة عذاب لقوله تعالى (وإذا غشيهم موج كالظلل) وقال تعالى (وحال بينهما الموج) (وحكي) أن تاجرا رأى كأنه يمشي في البحر ففزع فزعا شديدا لهيبة البحر فقص رؤياه على معبر فقال ان كنت تريد السفر فإنك تصيب خيرا وذلك ان رؤياه تدل على ثبات أموره ورأى رجل كان ماء البحر غاص حتى طفت حافتاه فقصها على ابن مسعدة فقال بلاء ينزل على الأرض من قبل الخليفة أو قحط في البلدان أو سلب مال الخليفة فما كان إلا يسير حتى قتل الخليفة ونهب ماله وقحطت البلدان
@-ومن رأى كأنه أخرج من البحر لؤلؤة استفاد من الملك مالا أو جارية أو علما وإذا رأى أن ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيوت فأشرف أهلها على الغرق فإنه يقع هناك فتنة عظيمة والأصل في الماء الغالب هم وفتنة لأن الله تعالى سمى غلبته وكثرته طغيانا وقيل إن الغرق يدل على ارتكاب مصيبة كبيرة واظهار بدعة والموت في الغرق موت على الكفر وأما الكافر إذا رأى أنه غرق في الماء فإنه يؤمن لقوله تعالى (حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت) الآية
@-ومن رأى كأنه غرق وغاص في البحر فإن السلطان يهلكه فإن رأى كأنه غرق وجعل يغوص مرة ويطفو مرة ويحرك يديه ورجليه فإنه ينال ثروة ودولة فإن رأى كأنه خرج منه ولم يغرق فإنه يرجع إلى أمر الدين خصوصا إذا رأى على نفسه ثيابا خضرا وقيل من رأى أنه قد مات غريقا في الماء كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثير (وأما السباحة) فمن رأى أنه يسبح في البحر وكان عالما بلغ في العلم حاجته فإن سبح في البر فإنه يحبس وينال ضيقا في محبسه ويمكث فيه بقدر صعوبة السباحة أو سهولتها وبقدر قوته فإن رأى انه يسبح في واد مستويا حتى يبلغ موضعا يريده فإنه يدخل في عمل سلطان جائر جبار طلب منها حاجة يقضيها له ويتمكن منه ويؤمنه الله تعالى على قدر جريه في الوادي فإن خافه فإنه يخاف سلطانا كذلك وان نجا فإنه ينجو منه وان دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها فإنه يدخل في أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزا وقوة وان سبح على قفاه فإنه يتوب ويرجع عن معصية ومن سبح وهو يخاف فإنه ينال خوفا أو مرضا أو حبسا وذلك بقدر بعده من البر وان ظن انه لا ينجو منه فإنه يموت في ذلك الهم وان كان جريئا في سباحته فإنه يسلم من ذلك العمل وان رأى سلطان أنه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب في موجه فإنه يقاتل ملكا من الملوك فإن قطع البحر بالسباحة قتل ذلك وكل بحر أو نهر أو واد جف فإنه ذهاب دولة ينسب إليه فإن عاد الماء عادت الدولة وقيل إذا رأى الانسان كأنه قد نجا من الماء سباحة قبل أنتباهه من نومه فهو خير من أن ينتبه وهو في الماء يسبح وقيل من رأى كأنه يسبح خاصم خصما وغلب خصمه ونصر عليه والمشي فوق الماء في بحر أو نهر يدل على حسن دينه وصحة يقينه وقيل بل يتيقن أمرا هو منه في شك وقيل يسافر سفرا في خطر على توكل
@-ومن رأى كأن الماء يجي على سطحه أصابته بلية من السلطان دالة على الرجل المسلط الذي لا يقد عليه إلا بملاطفة لجريانه وسلطانه والراكد منه أهون مراما وألطف أمرا ويدل على المحارب القاطع للطريق وعلى الأسد وعلى ما يدل عليه السيل فمن رأى واديا قد حال بينه وبين الطريق فإن كان مسافرا قطع عليه الطريق لص أو أسد أو عقله عن سفره مطر أو سلطان أو صاحب مكس وان كان حاضرا نالته غمة وبلية لقوله تعالى (مبتليكم بنهر) وإما سلطان يقدم اليه سيما ان دخل فيه فإما أن يسجنه أو يأمر بضربه أو يناله حزن إذا كان قد ناله منه رجل أو منعه من الخلاص منه تياره فإما مرض يقع فيه من برد أو استسقاء فكيف ان كان ذلك في الشتاء وكان ماؤه كدرا فهو أشد في جميع ما يدل عليه فإن قطعه وجوزه أو خرج منه نجا من كل ما هو فيه من الغم والأسقام ومن كل ما يدل عليه من البلايا والحزان ومن استقى من نهر فشرب أصاب مالا من رجل خطير كقدر ذلك النهر ومن دخل نهرا فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من رجل حاله كحالة ذلك النهر في الأنهار ومن قطع نهرا إلى الجانب الآخر قطع هما أو هولا أو خوفا وسلم منه ان كان فيه وحل والنهر الكبير الغالب رجل منيع ذو سلطان ودخوله بلده دخول السلطان اليها وصفاء الماء عدل السلطان ورجوع الماء إلى وراء عز السلطان وعلو الماء فوق المقدار علو من ذلك السلطان فوق مقداره وصعوده السطح قهر السلطان رعيته واحلاله بالجذوع أسره للرجال وذهاب الماء بالطعام إغارة السلطان على أموالهم وذهابه بالفرش شبيه لنسائهم وحفر النهر إصابة مال وكذلك الماء فيه وكذلك رؤية الرجل الماء في بستانه رزق يساق اليه لقوله تعالى (نسوق الماء إلى الأرض الجرز) فإن رأى كانه وقع في ماء ثم خرج منه فإنه يقع في حزن ثم يخرج منه فإن رأى كأنه وثب من النهر إلى شطه فإنه ينجو من شر السلطان وينال ظفرا على أعدائه لقوله تعالى (فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه) (وأما دجلة) فمن شرب ماءها فإنه ينال الوزارة ان كان من أهلها ويصيب مال الوزير
@-ومن رأى أنه يشرب من ماء الفرات نال بركة ونفعا ونعمة فإن رأى أن ماء الفرات قد يبس فإنه يموت الخليفة أو يذهب ماله وربما وقع التأويل على وزير الخليفة ومن شرب من نهر النيل نال ذهبا بقدر ما شرب
@-ومن رأى أن ماء الوادي غمره من غير أن يغرق فيه فإنه يصيبه غم غالب وان خرج منه نجا من الغم وان رأى الانسان كأن ماء النهر يختطفه أو شيئا من دوابه أو متاعه أو يذهب به فإنه مضرة وخسران له فإن رأى كأنه يجري إلى بيته نهرا صافي الماء دل على يسار ومال وقيل ان ذلك للغني علة تصيبه ومنفعة تكون لأهل البيت فإن رأى نهرا يجري من بيته والناس يشربون منه فإنه ان كان غنيا أو ذا شرف فذلك يدل على خير ومنافع تكون منه لأهل البلد يكرمهم وينفق عليهم ويأتي منزله قوم كثيرون محتاجون وينالون منه منفعة وان كان صاحب الرؤيا فقيرا فإنه يطرد امرأته وابنه أو أحد من بيته بسبب زنا أو فعل قبيح فإن رأى أنه يجري إلى بيته ماء صافيا دل على يسار ومال
(السواقي) الساقية تدل على مجرى الرزق ومكانه وسببه كالحانوت والصناعة والسفر ونحو ذلك وربما دل على القروح لمدها بالماء فهي مجراه مع سقيها البساتين وربما دلت على السقاء والسقاية لحملها للماء ومجيئها به وربما دلت على محجة طريق السفر لسير المسافرين عليها كالماء وربما دلت على الخلق لأنه ساقية الجسم وربما دلت على حياة الخلق ان كانت للعامة أو حياة رأسها ان كانت خاصة فمن رأى ساقية تجرى بالماء من خارج المدينة إلى داخلها في أخدود بماء صاف والناس يحمدون الله عليها أو يشربون من مائها ويملؤن آنيتهم منها فانظر إلى ما هم فيه فان كانوا في وباء انجلى عنهم وأمدهم الله سبحانه بالحياة وان كانوا في شدة أتاهم الله بالرخاء اما بمطر دائم أو رفقة بالطعام وان لم يكونوا في شئ من ذلك أتتهم رفقة بأموال كثيرة لشراء السلع وما كسد عندهم من المتاع وان كان ماؤها كدرا أو مالحا أو خارجا عن الساقية مضرا بالناس فانه سوء يقدم على الناس وشر فيهم عام كالزكام في الشتاء والحمى في الصيف أو خبر مكروه عن المسافرين أو غنائم حرام وأموال خبيثة تدخل على قدر الرؤيا وزيادتها وأما من رآها جارية إلى داره أو حانوته فدليلها عائد عليه في خاصته على قدر صفائها وطيب مائها واعتدال جريانها فان رآها جارية إلى بستان أو فدانه نظرت في حاله فان كان عزبا تزوج أو اشترى جارية ينكحها فان كانت له زوجة أو جارية وطئها وحملت منه ان شربت أرضه أو بستانه أو نبت نباته وان رأى جريانها شنعا بخلاف ماتجرى السواقي به ان كان ماؤها دما فان أهله ينكحها غيره اما في عصمته أو من بعد فراقه على قدر حاله وما في زيادة منامه وقال بعضهم الساقية التي يسدها الرجل أو أحد ولا يغرق فيها فهي حياة طيبة لمن ملكهاخاصة إذا نقص الماء من مجراه المحدودفي الأرض فان فاض عن مجراه يمينا وشمالا فهو هم وحزن وبكاء لأهل ذلك الموضع وكذلك لو جرت الساقية في خلال الدور والبيوت فانها حياة طيبة للناس (وحكي) ان رجلا رأى ساقية مملوءة زبلا وكناسة وقد كان أخذ مجرفة ونظف تلك الساقية وغسلها بماء كثير لتكون جرية الماء فيها سريعة صافية فعرض له انه أصبح من الغد وقد احتقن وأسهلت طبيعته
(الحوض) رجل سلطان شريف نفاع فان رأى حوضا ملآن فانه ينال كرامة وعزا من رجل سخي فان توضأ منه فانه ينجو من هم
(القنوات) القناة تدل على خادم الدور لما يجري عليها من أوساخ الناس وأهلها وربما دلت على الفرج الحرام سيما الجارية في الطرقات والمخلاة المبذولة لكل من يطأ عليها ويبول فيها لقذارتها لأن الرسول عليه السلام كنى عن الفاحشة بالقاذورة وربما دلت على الفرج والغمة لأنها فرج أهل الدور إذا جرت وهمهم إذا انحسرت أو انسدت فمن رأى قناة داره قد انسدت حملت خادمه أو نشزت زوجته أو منعته نفسها فاهتم لذلك أو سدت عليه مذاهبه فيما هو له في اليقظة طالب من رزق أو نكاح او سفر أو خصومة وقد يدل ذلك على حصر يصيبه من تعذر البول وأما القناة المجهولة فمن بال فيها دما أو سقط فيها وتخضب بمائها وتلطخ بنجاستها أتى امرأة حراما بزنا أو غير ذلك ان لاق ذلك به وإلا وقع في غمة وورطة من سبب خادم أو امرأة أو غير ذلك على قدر زيادة الرؤيا وما في اليقظة والناعورة خادم يحفظ أموال الناس في السر وقيل الدواليب والنواعير دوران التجارات والأموال وانتقال الأحوال على السفر
(الجرة) أجير منافق يجري على يديه مال ويؤتمن عليه وشرب الماء منها مال حلال وطيب عيش فمن رأى أنه شرب نصف مائها فقد نفد نصف عمره فان شرب أقل او أكثر فتأويله ما بقي أو نفد من عمره وكذلك سائر الأواني فقس عليه وقيل الجرة امرأة أو خادم أو عبد وربما دلت إذا كانت مملوءة زيتا أو عسلا أو لبنا لأهل الدنيا على المطمورة والمخزن والكيس على العقدة من بدرة فاقل وكذلك سائر أوعية الفخار من الكيزان والقلال وغيرها تجري مجرى الجرة
(الكيزان) هي الجواري والخدم والمستحبون للنكاح والوطء فمن شرب منها أفاد مالا من جهتهم وانكسار مؤنهم وقال بعضهم من رأى أنه شرب ماء في موضع غير مألوف على ظهر سفرة في اناء مجهول من يد ساق مجهول فإنه قد نفد من عمره بقدر ما شرب من الاناء وربما كان ذلك نفاد رزقه من البلدة التي هو فيها أو المحلة أو السوق وأشباه ذلك وكل ماء عذب في اناء فهو مال مجموع حلال والبرادة قيل هي المرأة رئيسة رفيعة نافعة ذات خدم كثيرة والخابية امرأة خيرة والشرب منها مال يناله من قبلها
@-ومن رأى كأنه استقى ماء وصبه في خابية فإنه ينال مالا ويودعه لامرأة والخابية تجري مجرى الزير (زير الماء) وهو الحب يدل على قيم الدار ويدل على مخزنه وحانوته وعلى زوجته الحاملة لمائة والقربة دالة على نحو ما دل عليه الزير والبربخ رجل قد جرب السلطان وإذا جرى الماء فيه فإنه وال وإذا لم يجر فيه فإنه معزول (وحكي) ان رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أشرب من قلة ضيقة الرأس قال ترواد جارية عن نفسها (وسئل) ابن سيرين عن رجل أخذ جرة وأوثق فيها حبلا وادلاها في ركية فلما امتلأت الجرة انحل الحبل وسقطت الجرة فقال الحبل ميثاق والجرة امرأة والماء فتنة والركية مكر وهذا رجل بعثه صاحب له يخطب له امرأة فمكر الرجل وتزوجها وأتاه آخر فقال رأيت على كفي جرة ماء فوقعت الجرة وانكسرت وبقي الماء فقال امرأتك حامل قال نعم قال فإنها تموت ويبقى الولد
(الدلو) رجل يستخرج أموالا بالمكر فمن رأى أنه يدلو من بئر ماء ويجري الماء في انائه فإنه يحوي مالا من مكر فإن رأى أنه يفرغه في غير اناء فإنه لا يلبث معه ذلك المال حتى يذهب وتذهب منافعه عنه فإن سقاه بستانه فإنه يصيب به امرأة ويصيب منها إصابة فإن أثمر البستان أصاب منها ولدا على نحو ما يرى من تمام ذلك فإن رأى بئرا عتيقة فسقى منها ابلا أو اناسا أو بهائم فهو يعمل خير الأعمال وأشرفها من البر على قدر قوته وجده فيه وهو بمنزلة الراعي الذي يفرغ الماء من البئر على رعيته من الإبل والشاء
@-ومن رأى أنه يدلو من بئر عتيقة ويسقى الحيوان فهو مراء لدين أو لدنيا بقدر قوته عليها وان رأى أنه يدلو لنفسه خاصة فهو يبلغ في عمله بمصلحة دنيا بمقدار قوته لنزعه الدلو لدنياه خاصة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت كأني على قليب أنزع على غنم سود ثم أخذ أبو بكر الدلو بعد ونزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذ الدلو من بعده عمر بن الخطاب وخالط الغنم غنم بيض فاستحالت الدلو في يده غربا فلم أر عبقريا من الرجال يفري فريك يا ابن الخطاب (وحكي) أن رجلا أتى ابن عباس فقال رأيت كأني أدليت دلوا في بئر وامتلأ ثلثا الدلو وبقي الثلث فقال غبت عن أهلك منذ ستة أشهر وامرأتك حامل وستلد لك غلاما فقال ما الدليل فقال لأني جعلت البئر امرأة والبشارة التي كانت في الجب كان يوسف عليه السلام فعلمت أنه غلام وأما ثلثا الدلو فستة أشهر والثلث الباقي ثلاثة أشهر فقال صدقت قد ورد كتابها بأنها حال منذ ستة أشهر والبكرة رجل نفاع مؤمن يسعى في أمور الناس من أمور الدنيا والدين فمن رأى أنه يستقي بها ماء ليتوضأ فإنه يستعين برجل مؤمن معتصم بدين الله تعالى لأن الحبل دين فإن توضأ وتمم وضوءه به فأنه يكفي كل هم وغم ودين وقيل الدلو يدل على من ينسب إلى المطالبة ومنه دلونا اليه بكذا وكذا أي توسلنا فمن أدلى دلوه في بئر نظرت في حاله فأن كان طالب نكاح نكح فكان عصمته عقدة النكاح والدلو ذكره وماؤه نطفته والبئر زوجته وان كان عنده حمل أتاه غلام لقوله تعالى (فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام) وإلا أفاد فائدة من سفر أو مطلب لأن السيارة وجدوا يوسف عليه السلام حين أدلو دلوهم فشروه وباعوه بربح وفائدة قال الشاعر:
وما طلب المعيشة بالتمني * ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئ بمائها طورا وطورا * تجئ بحمأة وقليل مـــــاء
وان كان المستقى بالدلو طالبا للعلم كانت البئر أستاذه الذي يستقي منه علمه وما جمعه من الماء فهو حظه وقسمه ونصيبه
(السفينة) دالة على كل ما ينجي فيه مما يدل الغرق عليه لأن الله سبحانه نجى بها نوحا عليه السلام والذين معه نزل بالكفار من الغرق والبلاء وتدل على الإسلام الذي به ينجي من الجهل والفتنة وربما دلت على الزوجة والجارية التي تحصن وينجي بها من النار والفتن لأن الله سبحانه وتعالى سماها جارية وربما دلت على الوالد والوالدة اللذين كانت بهما النجاة من الموت والحاجة لاسيما انها كالأم الحاملة لولدها في بطنها وربما دلت على الصراط الذي عليه ينجو أهل الايمان من النار وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت لقصة يونس عليه السلام فمن رأى أنه ركب سفينة في البحر فأنظر إلى حاله ومآل أموره فإن كان كافرا أسلم سيما إن كان صعد اليها من وسط البحر من بعد ما ايقن بالهلاك وان كان مذنبا تاب من ذنبه وان كان فقيرا استغنى من بعد فقره وان كان مريضا أفاق من مرضه إلا أن يكون ركبها مع الموتى وكان في الرؤيا ما يؤكد الموت فيكون ركوبها نجاة من فتن الدنيا وان كان مفيقا وكان طالب علم صحب عالما أو استفاد علما ينجو به من الجهل لركوب موسى مع الخضر عليه السلام في السفينة وإن رأى ذلك مديونا قضى دينه وزال همه وإن رأى ذلك محروم ومن قدر عليه رزقه آتاه الله الرزق من حيث لا يحتسب إذا كانت تجري به في طاووسها فيدل ذلك على ربح وطاووس الاقبال وان رأى ذلك عزب تزوج امرأة أو اشترى جارية تحصنه وتصونه وان رأى فيها ميتا في دار الحق نجا وفاز برحمة الله تعالى من النار وأهوالها وكذلك في المقلوب لو رأى من هو في البحر كأنه في المحشر وقد ركب على الصراط وجازه فإنه ينجو في سفينته وممره من هول بحره وحوادثه إلا أن يكون أصابه في المنام في ممره من النار سوء فإنه ينال في البحر مثل ذلك ونحوه وان جرت بمسجون نجا من سجنه وتسبب في نجاته فإن وصل إلى ساحل البحر أو نزل إلى البركان ذلك أعجل وأسرع وأحسن واما ان رأى السفينة راكدة وأمواج البحر عاصفة دام سجنه إن كان مسجونا وطال مرضه إن كان مريضا ودام تعذر الرزق عليه وعجز عن سفره ان حاول ذلك وتعذر عليه الوصول الى زوجته إن كان قد عقد عصمتها وفتر عن طلب العلم ان كان طالبا لاسيما إن كان ذلك في الشتاء وارتجاج البحر وقد يدل ذلك على السجن لما جرى على يونس عليه السلام الحبس في بطن الحوت حين وقفت سفينته إلا أن عاقبة جميع ما وصفناه الى خير ان شاء الله ونجاة لجوهر السفينة وما تقدم لها وفيها من نجاة نوح عليه السلام ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام ونجاة السفينة من الملك الغاصب لأن الخضر عابها وخلع لوحا من ألواحها مع حسن عاقبة يونس عليه السلام من بعد حاله وما نزل به ولذلك قالوا لو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها إلا أن يخرج راكبها الى البر أو يسعى به فيه فلا خير فيه فإن كان مريضا مات وصار إلى التراب محمولا حملا شنيعا فإن كان في البحر عطب فيه ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه بل من عاداته في اليقظة إذا دفع بطاووسه إلى البر انكسر عطب وان رأى طالب علم أن سفينته خرجت إلى البر ومشت به عليه خرج في علمه وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسوق لأن الفسوق هو الخروج عن الطاعة وأصل البروز والظلم وضع الشئ في غير مكانه فمن خرج في ركوب السفينة من الماء الذي به نجاتها وهو عصمتها الى الأرض التي ليس من عادتها أن تجري عليها فقد خرج راكبها كذلك عن الحق والعصمة القديمة فإن لم يكن ذلك فلعله يحنث في زوجته ويقيم معها على حالته أو لعله يعتق جاريته ويدوم في وطئها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر فيعود يلتمسه من حيث لا ينبغي له واما ان جرت سفينته في الهواء على غير الماء فجميع ما دلت عليه هالك إما عسكر لما فيها من الخدمة والريش والعدة وإما مركوب من سائر المركوبات وقد تدل على نعش من مكان مريضا من السلاطين والحكام والعلماء والرؤساء وقال بعضهم من رأى أنه في سفينة في بحر زاخر نال ملكا عظيما أو سلطانا والسفينة نجاة من الكرب والهم والمرض والحبس لمن رأى أنه ملكها فإن رأى أنه فيها كان في ذلك الى أن ينجو فإن خرج منها كانت نجاته اعجل فإن كان فيها وهو على أرض يابسة كان الهم اشد والنجاة بعد فإن راى وال معزول أنه ركب في سفينة فإنه يلي ولاية من قبل الملك الاعظم على قدر البحر ويكون مبلغ الولاية على قدر احكام السفينة وسعتها وبعد السفينة من البر بعده من العزل وقيل إن ركوب السفينة في البحر سفر في شدة ومخاطرة وبعدها من البر بعده من الفرج وان كان في أمر فإنه يركب مخاطرة فإن خرج فإنه ينجو ويعصي ربه لقوله تعالى (فلما نجاهم الى البر إذا هم يشركون) فإن كان صاحب الرؤيا قد ذهبت دولته أو كان تاجرا قد ضاعت تجارته فإن السفينة رجوع ذلك فإن غرقت فإن السلطان يغضب عليه ان كان واليا ثم ينجو وترجع اليه الولاية ان كان تاجرا فهو نقصان ماله ويعوض عنه وان غرقت فهو بمنزلة الغريق
@-ومن رأى أنه في سفينة في جوف البحر فإنه يكون في يدي من يخافه ويكون موته نجاة من شر ما يخافه وغرق سفينته وتفرق ألواحها مصيبة له فيمن يعز عليه وقيل ان غرق السفينة سفر في سلامة لقوله تعالى (سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره ولتبتغوا من فضله) والسفينة المشحونة بالناس سلامة لمن كان فيها في سفر لقوله تعالى (فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون) وأخذ مجذاف السفينة إصابة علم أو نيل مال من ذي شوكة وأخذ حبل السفينة حسن الدين وصحبة الصالحين من غير ان يفارقهم لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني في سفينة سوداء لم يبق منها إلا الحبال قال أنت رجل لم يبق من دينك إلا الاخلاص وحبال السفينة أصحاب الدين .
*1* الباب الثاني والأربعون في رؤيا النار وأدواتها من الزند والحطب والفحم والتنور والكانون والسراج والشمع والقنديل وما اتصل بذلك
@النار دالة على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها مع ضرها ونفعها وربما دلت على جهنم نفسها وعلى عذاب الله وربما دلت على الذنوب والآثام والحرام وكل ما يؤدي اليها ويقرب منها من قول أو عمل وربما دلت على الهداية والإسلام والعلم والقرآن لأن بها يهتدي في الظلمات مع قول موسى صلى الله عليه وسلم (أو أجد على النار هدى) فوجد وسمع كلام الله تعالى عندها بالهدى وربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى لأن بها صلاحا في المعاش للمسافر والحاضر كما قال الله عز وجل (نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين) ويقال لمن افتقر أو مات خمدت ناره لأن العرب كانت توقدها هداية لابن السبيل والضيف المنقطع كي يهتدي بها ويأوي اليها ويعبرون بوجودها عن الجود والغنى وبخمودها عن البخل والفقر وربما دلت على الجن لأنهم خلقوا من نار السموم وربما دلت على السيف والفتنة إذا كان لها صوت ورعد وألسنة ودخان وربما دلت على العذاب من السلطان لأنها عذاب الله وه سلطان الدارين وربما دلت على الجدب والجراد وربما دلت على الأمراض والجدري والطاعون فمن رأى نارا وقعت من السماء في الدور والمحلات فإن كانت لها ألسنة ودخان فهي فتنة وسيف يحل في ذلك المكان سيما ان كانت في دور الأغنياء والفقراء ومغرم يرميه السلطان على الناس سيما ان كانت في دور الأغنياء خاصة فإن كانت جمرا بلا ألسنة فهي أمراض وجدري أو وباء سيما ان كانت عامة على خلط الناس واما ان كان نزول النار في النادر والفدادين وأماكن الزراعة والنبات فإنها جدب يحرق النبات فإنها جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه وأما من أوقد نارا على طريق مسلوك أو ليهتدي الناس بها ان وجدها عند حاجته اليها فإنها علم وهدى يناله أو يبثه وينشره ان كان لذلك أهلا وإلا نال سلطانا وصحبة ومنفعة وينفع الناس معه وان كانت النار على غير الطريق أو كانت تحرق من مر بها أو ترميه بشررها أو تؤذيه بدخانها أو حرقت ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره فإنها بدعة يحدثها أو يشرف عليها أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها وأما ان كانت نارا عظيمة لا تشبه نار الدنيا قد أوقدت له ليرمى فيها كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلو عليهم ولو ألقوه فيها لنجا لنجاة إبراهيم عليه السلام وكل ذلك غذا كان الذين فعلوا به أعداءه أو كان المفعول به رجلا صالحا وأما ان رآها تهدده خاصة أو كان الذين تولوا إيقادها يتوعدونه فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل النار من قبل أن يصير اليها فقد زجر عنها إذ خوف بها وأما من رأى النار عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها فإنها غنى ومنعة تناله سيما ان كانت معيشته من أجل النار وسيما ان كان ذلك أيضا في الشتاء وان رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رمادا أو أطفأها ماء أو مطر فإنه يفتقر ويتعطل عن عمله وصناعته وان أوقدها من لا يتعيش منها في مثل هذه الأماكن ليصلح بها طعاما طلب مالا أو رزقا بخدمة سلطان أو بجاهه ومعونته أو بخصومة أو وكالة أو منازعة وسمسرة وإلا هاج كلاما وشرا وكلام سوء وأما من رآها أضرمت في طعام أو زيت أو في شئ من المبيعات فإنه يغلو ولعل السلطان يطلبه فيأخذ الناس فيه أمواله وأما من أكل النار فإنه مال حرام ورزق خبيث يأكله ولعله ان يكون من أموال اليتامى لما في القرآن فإن رأى النار تتكلم في جرة أو قربة أو وعاء من سائر الأوعية الدالة على الذكور والاناث أصاب المنسوب إلى ذلك الوعاء صرع من الجن وداخله جني ينطق على لسانه وقال بعضهم النار حرب إذا كان لها لهب وصوت فإن لم يكن الموضع الذي رؤيت فيه ارض حرب فإنها طاعون وبرسام وجدري أو موت يقع هناك قال أبو عمر النخعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي ورأيتها تقول لظى لظى بصير وأعمى اطعموني آكلكم كلكم أهلكم ومالكم فقال عليه السلام تلك فتنة تكون في آخر الزمان يقتل الناس أمامهم ثم يشتجرون اشتجار أطباق وخالف بين أصابعه ويحسب المسئ أنه محسن ودم المؤمنين عند المؤمنين احلى من شرب الماء ومن أجج نارا ليصطلي بها هيج أمرا يسد به فقره لأن البرد فقر وقد سئل ابن سيرين عن رجل رأى على ابهامه سراجا فقال هذا رجل يعمى ويقوده بعض ولده فإن أججها ليشوي بها لحما أثار أمرا فيه غيبة للناس فإن أصاب من الشواء أصاب رزقا قليلا مع حزن فإن أججها ليطبخ بها قدرا فيها طعام اثار أمرا يصيب فيه منفعة من قيم بيته فإن لم يكن في القدر طعام هيج رجلا بكلام وحمله على أمر مكروه وما أصابت النار فاحرقت من بدن أو ثوب فهو ضرر ومصائب ومن قبس نارا أصاب مالا حراما من سلطان ومن أصابه وهج النار اغتابه الناس والكي بالنار لذعة من كلام سوء والشرارة كلمة سوء ومن تناثر عليه الشرر سمع من الكلام ما يكرهه
@-ومن رأى بيده شعلة من نار أصاب سعة من السلطان فإن أشعلها في الناس أوقع بينهم العداوة بضر فإن رأى تاجر نارا وقعت في سوقه أو حانوته كان ذلك نفاق تجارته إلا أن ما يتناوله من ذلك حرام والعامة تقول في مثل هذا وقعت النار في الشئ إذا نفق والرماد كلام باطل لا ينتفع به ومن أوقد نارا على باب سلطان فإنه ينال ملكا وقوة فإن رأى نارا عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس فإنه رجل سلطاني نفاع فإن رأى أنه قاعد مع قوم حول نار يأمن غوائلها كان ذلك نعمة وبركة وقوة لقوله تعالى (أن بورك من في النار ومن حولها) وان رأى نارا اخرجت من داره نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفة فإن رأى نارا سقطت من رأسه أو خرجت من يديه ولها نور وشعاع وكانت امرأته حبلى ولدت غلاما ويكون له نبأ عظيم فإن رأى شعلة نار على داره ولم يكن لها دخان فإنه يحج فإن رآها وسط داره فإنه يغرس في تلك الدار فإن آنس نارا في ليلة مظلمة نال قوة وظفرا وسرورا ونعمة وسلطانا لقصة موسى عليه السلام
@-ومن رأى في تنوره نارا موقدة حملت امراته إن كان متأهلا فإن رأى نارا نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق نزل داره الجند فإن رأى نارا خرجت من أصبعه فإنه كاتب ظالم فإن خرجت من فمه فإنه غماز فإن خرجت من كفه فإنه صانع ظالم ومن أوقد نارا في خراب ودعا الناس اليها فإنه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة ويجيبه من اصابته
@-ومن رأى داره احترقت خرجت داره وشيكا (وأتى) ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أصلى خفي بالنا فوقعت إحداهما في النار فاحترقت وأصابت النار من الأخرى سفعا فقال ابن سيرين ان لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها وأصيب من النصف الاخر شئ قليل فكان كذلك
@-ومن رأى كأنه في نار لا يجد لها حرا فإنه ينال صدقا وملكا وظفرا على أعدائه لقصة إبراهيم
@-ومن رأى نارا أو لهيبا أو شررا طفئ فإنه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي طفئت فيه
@-ومن رأى نارا توقد في داره يستضئ بها أهلها طفئت فإن قيم الدار يموت فإن كان ذلك في بلده فهو موت رئيسه العالم فإن انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله فإن انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها دخل بيته اللصوص فإن رأى أنه أوقد نارا وكان في اليقظة في حرب فإن أطفئت قهرا وان كان تاجرا لم يربح والدخان هول وعذاب من الله تعالى وعقوبة من السلطان فمن رأى دخانا يخرج من حانوته فإنه يقع فيه خير وخصب بعد هول وفضيحة ويكون ذلك من قبل السلطان فإن كان دخان تحت قدر فيها لحم نضيج فإنه خير خصب وفرج بعد هول يناله
@-ومن رأى الدخان قد أضله فهو حمي تأخذه ومن أصابه حر الدخان فهو غم وهم والحطب نميمة وإيقاده بالنار سعاية إلى السلطان والفحم من الشجر رجل خطير وقيل هو مال حرام وقي هو رزق من السلطان والفحم الذي لا ينفع به بمنزلة الرماد باطل من الامر فإن كان فحما ينتفع به في وقود فهو عدة الرجل في العمل الذي يدخل فيه الفحم لأن فيه بقية من المنافع (رأى) سيف بن ذي يزن كأن نارا هوت من السماء إلى ارض عدن وسقط في كل دار من دورها جمرة فانطفأت وصارت فحمة فقصها على معبري مملكته فقالوا له ان الحبشة تستولي على بلدك فكان كذلك وقيل ان الرماد مال حرام وقيل هو رزق من قبل سلطان فمن رأى الرماد فإنه يتعب في أمر السلطان ولا يحصل له إلا العناء وقيل هو علم لا ينفع
@-ومن رأى أنه يسجر تنورا فإنه ينال ربحا في ماله ومنفعة نفسه فإن رأى في دار الملك تنورا فإن كان للملك أمر مشكل استنار وأهتدى وان كان له أعداء ظفر بهم فان رأى انه يبني تنورا وكان للولاية أهلا نال ولاية وسلطانا وينجو من عدوه ان كان له عدو ومن أصاب تنورا بغير رماد تزوج امرأة لاخير فيها والكانون من الحديد امرأة من أهل بيت ذى بأس وقوة وإذا كان من صفر فمن أهل بيت أمتعة الدنيا وزينتها وان كان من خشب فمن بيت قوم فيهم نفاق وان كان من جص فمن أهل بيت مشبهين بالفراعنة وإذا كان من طين فمن أهل بيت الدين وغذا كان فيه النار دل على الدولة وإذا كان خاليا من النار دل على العطلة والمنارة خادم فما رؤى فيها من حدث في ترسها أو عمودها أو كرسيها فان تأويلها في الخادم والترس أشرف قطعها وتأويله رأس الخدم
(السراج) هو قيم بيت فمن رأى انه اقتبس سراجا نال علما ورفعة فان رأى انه يطفئ سراجا بفمه فانه يبطل أمر رجل يكون على الحق ولكنه لا يبطل لقوله تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره)
@-ومن رأى كأنه يمشي بالنهار في سراج فانه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة لقوله تعالى (ويجعل لكم نورا تمشون به) فان رأى كأنه يمشي بالليل في سراج يتهجد ان كان من أهله وإلا اهتدى إلى أمر تحير فيه لأن الظلمة حيرة والنور هدى وربما يكون في معصية فيتوب عنها فان رأى كأن سراجا يزهر من أصابعه أو من بعض أعضائه فانه يتضح له أمر مبهم حتى يتيقنه ببرهان واضح فان رأى كأن له سراجا داخله سلطان أو عالم أو رزق مبارك فان رأى كأن له سراجا ضوؤه كضوء الشمس فانه يحفظ القرآن ويفسره والسراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد وقيل السراج ولد تقي عالم فقيه أو تاجر منفق سخي
@-ومن رأى في داره سراجا ولد له غلام مبارك
@-ومن رأى كأن في يده سراجا وشمعة أو نارا فأطفأه فان كان سلطانا عزل أو تاجرا خسر أو ملكا ذهب ماله لقوله تالعى (كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون) والسراج في البيت للعزب امرأة يتزوجها وللمريض دليل العافية وإذا كان وقوده غير مضىء فانه يدل على غم والسرج كلها تدل على ظهور الأشياء الخفية والقليلة قهرمانة تخدم الناس فان راى انها احترقت كلها فان القهرمانة تموت فان وقعت منها شرارة في قطن واحترق فأنها تخطئ خطأ وتزل زلة والشمعة سلطان أو ولد رفيع خطير سخي منفق ونقرة الشمع مال حلال يصل إلى صاحبه بعد مشقة لمكان تذويبه حتى يستخرج منه العسل والقنديل ولد له بهاء ورفعة وذكر وصيت ومنفعة إذا أسرج في وقته وإذا كان مسرجا فانه قيم بيت أو عالم والقناديل في المساجد العلماء وأصحاب الورع والقرآن قال أبو عيينة رأيت قناديل المسجد قد طفئت فمات مسعر بن كدام وقدح النار تفتيش عن أمر حتى يتضح له فمن رأى كأنه قدح نارا ليصطلى بها استعان رجلا قاسي القلب له سلطنة ورجلا قويا ذا بأس على شدة فقر وانتفاع به فانهما إذا اجتمعا يؤسسان أساس ولايات السلطان ويدلان عليها لأن الحجر رجل قاس والحديد رجل ذو بأس والناس سلطان والمرأة إذا رأت انها قدحت نارا فانقدحت واضاءت بنفختها ولدت غلاما
@-ومن رأى انه قرع حجرا على حجر فانقدحت منهما نار فان رجلين قاسيين يتقاتلان قتالا شديدا ويبطش بهما في قتالهما لأن الشرارة قتال بالسيوف، وقال بعضهم الزناد قدحه يدل على نكاح العرب، فان علقت النار فان الزوجة تحبل ويخرج الولد من بين الزوجين وربما دل على الشر بينهما أو بين خصمين أو شريكين والشرر كلام الشر بينهما، فإن أحرقت ثوبا أو جسما كان ذلك الشر يجري في مال أو عرض أو جسم، وإن أحرقت مصحفا أو بصرا كان ذلك قدحا في الدين، والمسرجة قيم البيت لقيامه بصلاحهم، وربما دلت على زوجها، وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجها، وربما كانت ولدها الخارج من بطنها، وربما دل السراج على كل ما يهتدى به وما يستضاء بنوره من عين وغيرها، فمن رأى سراجا طفئ مات من يدل عليه من المرضى من عالم أو قيم أو ولد أو يعمى بصر صاحبه أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منامه، فان رأى في بيته سراجا مضيئا كانت امرأته أو ولده حسن الذكر.
*1* الباب الثالث والأربعون في رؤيا الأشجار المثمرة وثمارها والأشجار التي لا تثمر وتأويل البستان والكرم والربيع.
@البستان دال على المرأة لأنه يسقى بالماء فيحمل ويلد وان كان البستان امرأة كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها وكذلك ثماره وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم لأنه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ لأنه يجني أبدا من ثمار رحمته وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس وهو الشجرة القديمة والمحدثة وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثمارها الحلوة والحامضة وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها لأن العرب تسميه جنة وكذلك سماه الله تعالى لقوله (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار) وربما دل البستان على السوق وعلى دار العرس فشجره موائدها وثمره طعامها وربما دل على كل مكان أو حيوان يشتغل منه ويستفاد فبه كالحوانيت والخانات والحمامات والمماليك والدواب والانعام وسائر العائلات لأن شجر البستان إذا كان فهو كالعقد لمالكها وكالخدمة والانعام المختلفة لأصحابها وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس والمؤلفة بين سائر الأجناس فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه فان كان في دار الحق فهو في الجنة والنعيم والجنان وان كان مريضا مات من مرضه وصار اليها ان كان البستان مجهولا وان كان مجاهدا نال الشهادة سيما ان كان فيه امرأة تدعوه إلى نفسها ويشرب فيه لبنا أو عسلا من أنهاره وكانت ثماره لا تشبه ما قد عهده وان لم يكن شئ من ذلك ولا دلت الرؤيا على شهادة نظرت إلى حاله فان كان عزبا أو من قد عقد نكاحا تزوج أو دخل بزوجته ونال منها ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان ونال منه في المنام من خير أو شر على قدر الزمان وابان سقوط الورق من الشجر وفقد الثمر أشرف منها على مالا يحبه ورأى فيها ما يكرهه من الفقر وعارية المتاع وسقم الجسم وان كان ذلك في اقبال الزمان وجريان الماء في العيدان أو بروز الثمر وينعه فالأمر في الاصلاح بضد الاول وان رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها اعتبرته أيضا بالزمنين ربما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أوجمعها فان رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم عبرت أيضا عن عقبى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر على مل يراه في تأويل الثمار وأما من رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته فالبستان سوق القوم يستدل به أيضا على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين وكذلك أن وقعت عينه في حين دخوله اليه على مقيل حمامه أو فندقه أو فرنه فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان فما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه إلا أن يكون من رآه فيه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقيه أو من بئر غير بئره فإنه رجل يخونه في أهله أو يخالفه إلى زوجته أو أمته فإن كان هو الفاعل لذلك في البستان وكان بوله دما أو سقاه من غير البحر وطئ امرأة ان كان البستان مجهولا وإلا أتى من زوجته مالا يحل له ان كان البستان مثل أن يطأها من بعد ما حنث فيها أو ينكحها في الدبر أو في الحيض وقيل ان البستان والكرم والحديقة هو الاستغفار والحديقة امرأة الرجل على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته وثمرته مالها وفرشها وحليها وشجره وغلظ ساقه سمنها وطوله طول حياتها وسعته سعة في دنياها فإن رأى كرما مثمرا فهو دنيا عريضة
@-ومن رأى أنه يسقى بستانه فإنه يأتي أهله ومن دخل بستانا مجهولا قد تناثر ورقه أصابه هم
@-ومن رأى بستانه يابسا فإنه يجتبب اتيان زوجته
(الشجر المعروف عددها) هم الرجال وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الاشجار فإن رأى أنه زاول منها شيئا فإنه يزاول رجلا بقدر جوهر الشجرة ومنافعها فإن رأى له نخلا كثيرة فإنه يملك رجالا بقدر ذلك إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل يكون في مثل ذلك الموضع وان كانت في بستان أو أرض تصلح لذلك فإن جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها فإن رأى أنه أصاب من ثمرها فإنه يصيب من الرجال مالا أومن العقدة مالا ويكون الرجال أشرافا والعقدة شريفة على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع وان كانت شجرة جوز فإنه رجل أعمى شحيح نكد عسر وكذلك ثمره هو مال لا يخرج إلا بكد ونصب فإن رأى أنه أصاب جوزا يتحرك وله صوت فإن الجوز إذا تحرك أو صوت أو لعب به فإنه صخب ويظفر المقامر بصاحبه وكل ما يقامر به وكذلك إذا قامر صاحبه ظفر بما طلب واصل ذلك كله حرام فاسد فإن رأى أنه على شجرة جوز فإنه يتعلق برجل اعجمي ضخم فإن نزل منها فلا يتم ما بينه وبين ذلك الرجل فإن سقط منها ومات فإنه يقتل على يد رجل ضخم أو ملك فإن انكسرت به ملك ذلك الرجل الضخم وهلك الساقط غذا كان رأى أنه مات حين سقط منها ومات حين سقط فإنه ينجو وكذلك لو رأى أنه يديه أو رجليه انكسرتا عند ذلك فإنه يشرف على هلاك وينال بلاء عظيما إلا أنه ينجو بعد ذلك وكذلك كل شجرة عظيمة تجري مجرى الجوز وتنسب في جوهرها مثل الجوز إلى العجم وشجر السدر رجل شريف حسيب كريم فاضل مخصب بخصب الشجرة وكرم ثمرتها (والنبق) مال غير منقوش وليس شئ من الثمار يعدله في ذلك خاصة (وشجر الزيتون) رجل مبارك نافع لأهله وثمره هم وحزن لمن أصابه وملكه أو أكله وربما دلت الشجرة أيضا على النساء لسقيها وحملها وولادتها ثمرها وربما دلت على الحوانيت والموائد والعبيد والخدم والدواب والأنعام وسائر الأماكن المشهورة بالطعام والموال كالمطامر والمخازن وربما دلت على الأديان والمذاهب لأن الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم وأول الشجرة التي أمسكها في المنام بالصلاة التي أمسكها على أمته قال المفسرون إذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه وشعبها على نسبه واخوانه واعتقاداته ويدل على سرائره وما يخفيه من أعماله ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله ويدل ماؤها على ايمانه وورعه وملكه وحياته لكل انسان على قدره وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب وقد ذكرته في البحور فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام أو رؤي ذلك له نظرت في حاله وفي حال شجرته فإن كان ميتا في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة فإن كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب
وان كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن فإنه في العذاب ولعلها شجرة الزقوم قد صار اليها لكفره أو لفساد طعمته فإن رأى ذلك المريض انتقل الى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته وان كان حيا مفيقا نظرت إلى حاله فإن كان رجلا طالب نكاح أو امرأة لزوج نال أحدهما زوجا على قدر حال الشجرة وهيئتها ان كانت مجهولة أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها ان كانت معروفة وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضا نظرت الى الزمان في حين ذلك فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في اقبال الزمان قد جرى الماء فيها فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه وإن كانت في إدباره فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك وان رآها في حانوته أو مكان معيشته فيه دالة على كسبه ورزقه فإن كانت في اقباله أفاد وأستفاد وان كانت في إدباره خسر وافتقر وان رآها في مسجد فهي دالة على دينه وصلواته فإن كانت في إدبار الزمان فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته وان كانت في إقباله فالرجل صالح مجتهد قد نمت أعماله وزكت طاعته وأما من ملك شجرا كثيرا فإنه يلي على جماعة ولاية تليق به إما إمارة أو قضاء او فتوى أو إمامة محراب أو يكون قائدا على رفقة أو رئيس على سفينة أو في دكان فيه صناع تحت يده على هذا ونحوه وأما من رأى جماعتها في دار فإنها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر فإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها فإن كانت ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها وان كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه طعاما وكذلك ان كان في الدار مريض وإن كان ثمرها مجهولا نظرت فإن كان ذلك في إقبال الشجرة كان طعامها في الفرح وان كان في إدبارها كان مصيبة سيما أن كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين وأما من رأى شجرة سقطت أو قطعت أو كسرتها ريح شديدة فغنه رجل أو امرأة تهلكان أو يقتلان ويستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو امراة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته واخوانه أو مسجون على دم أو مجاهد ومسافر وان كانت في الجامع فإنه رجل أو امرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة فإن كانت نخلة فهو رجل عالى الذكر بسلطان أو علم أو امرأة ملك أو أم رئيس فإن كانت شجرة زيتون فعالم أو واعظ او عابر أو حاكم أو طبيب ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها
@-ومن رأى أنه غرس شجرة فعلقت أصاب شرفا أو اعتقد لنفسه رجلا بقدر جوهرها لقول الناس فلان غرس فيه إذا اصطنعه وكذلك إن بذر بذرا فعلق وان لم يعلق ذلك ناله هم وغرس الكرم نيل شرف وقيل من رأى في الشتاء كرما خاملا أو شجرة فإنه يعثر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما ويظنهما غنين (وشجرة السفرجل) رجل عاقل لا ينتفع بعقله لصفرة ثمارها (وشجرة اللوز) رجل غريب (وشجرة الخلاف) رجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه (وشجرة الرمان) رجل صاحب دين ودنيا وشوكها مانع له من المعاصي وقطع شجر الرمان قطع الرحم (وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن قائلا يقول لي إن شئت تنال العافية من مرضك فخذ لاولا فكله فقال ابن سيرين انما ذلك على أكل الزيتون لأن الله تعالى قال زيتونة لا شرقية ولا غربية (وحكي) أيضا عنه أن رجلا أتاه فقال رأيت كأني أصبت الزيت في أصل شجرة الزيتون فقال له ما قصتك قال سبيت وأنا صبي صغير فلما عتقت كنت بلغت مبلغ الرجال قال فهل لك امراة قال لا ولكن اشتريت جارية قال انظر لئلا تكون أمك قال فرجع الرجل من عنده وما زال يفتش عن احوال الجارية حتى وجدها أمه (وحكي عنه أيضا) أن رجلا أتاه فقال رأيت كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه فقال ابن سيرين اتق الله فإن رؤياك تدل على ان امرأتك أختك من الرضاعة ففتش عن الأمر فكان كما قال
@-ومن رأى شجرة مجهولة الجوهر في دار فإن نارا تجتمع هناك أو يكون هناك بيت نار لقوله تعالى (جعل لكم من الشجر الأخضر نارا) وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم إذا كانت الشجرة مجهولة لقوله تعالى (حتى يحكموك فيما شجر بينهم) وأما الشجر العظام التي لا ثمر لها مثل السرو والدلب فرجال صلاب ضخام لا خير عندهم وما كان من الأشجار طيب الريح فإن الثناء على الرجل الذي تنسب اليه تلك الشجرة مثل ريح تلك الشجرة وكل شجرة لها ثمر فإن الرجل الذي ينسب اليها مخصب بقدر ثمرها في الثمار في تعجيل ادراكها ومنافعها والشجرة التي لها الشوك رجل صعب المرام عسر ومن أخذ ماء من شجرة فإنه يستفيد مالا من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة
@-ومن رأى أنه يغرس في بستانه أشجارا فإنه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار فإن رأى أشجارا نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة
(الكرم والعنب) الكرم دال على النساء لأنه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه ولا سيما ان المسكر المخدر للجسم يكون منه وهو بمثابة خدر الجماع مع مافيه من العصير وهو دال على النكاح لأنه كالنطفة وربما دل الكرم على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال فمن ملك كرما كما وصفناه تزوج امرأة ان كان عزبا أو تمكن من رجل كريم ثم ينظر في عاقبته وما يصير من أمره اليه بزمام الكرم في الاقبال والادبار فإن كان ذلك في ادبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها وان كانت حاملا أتت بجارية وان كان يرجو فرجا أو صلة أو مالا من سلطان أو على يد حاكم أو سلطان أو امرأة كالأم والأخت والزوجة حرم ذلك وتعذر عليه وإن كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته اليه وإن كان موسرا افتقر من بعد يسر وان كان في اقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وكسدت وان كان ذلك في إقبال الزمان والصيف فالأمر على ذلك بالضد منه ويكون جميع ذلك صالحا والعنب الأسود في غير وقته هم وحزن وفي وقته مرض وخوف وربما كان سياطا لمن ملكه على قدر الحب ولا ينتفع بسواد لونه مع ضرر جوهره والعنب الأبيض في وقته عطارة الدنيا وخيرها وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه والزبيب كله اسوده وأحمره وأبيضه خير ومال
@-ومن رأى انه يعصر كرما فخذ بالعصير واترك ما سواه وهو أن يخرج الملك ويملك من ملك العصير غصبا وكذلك عصير القصب وغيره لأن العصير ومنافعه يغلب ما سواه من أمره مما يكون معه مما لم تمسه النار إلا ما يتفاضل فيه جوهره وقيل من التقط عنقودا من العنب نال من امرأته مالا مجموعا وقيل العنقود ألف درهم وقيل إن العنب الأسود مال لا يبقى وإذا رآه مدلى من كرمه فهو برد شديد وخوف وقد قال بعض المعبرين العنب الأسود لا يكره لقوله تعالى (سكرا ورزقا حسنا) وكان زكريا عليه السلام يجده عند مريم فهو لا يكره وأكثر المعبرين يكرهونه وقيل غنه كان بجوار ابن نوح حين دعا عليه أبوه وكان أبيض اللون فلما تغير لونه تغير ما حوله من العنب فاصل الأسود من ذلك وما كان من الثمار لا ينقطع في كل إبان وليس له حين ولا جوهر يفسده فهو صالح كالتمر والزبيب وما كان منها يوجد في حين ويعدم في حين غيره فهي في ابانها صالحة إلا ما كان منها له اسم مكروه أو خبر قبيح وفي غير ابانها فهو مكروه في المآل وما كان له أصل يدل على المكروه فهو في اقباله هم وغم وفي غير حينه ضرب أو مرض كالتين لأن آدم عليه السلام خصف عليه من ورقه وعوتب عليه عند شجرته وهو مهموم نادم فلزم ذلك التين في كل حين ولزم شجرته وورقه كذلك وكل ما كان من الثمار في غير إبانه مكروها صرفت مكروهة فما كان أصفر اللون كان مرضا كالسفرجل والزعرور والبطيخ مع ضرره في غير ابانه وغير اصفرها هموم وأحزان فإن كانت حامضة كانت ضربا بالسياط لآكلها سيما إن كان عددا لأن ثمر السقوط طرفه والشجرة التي هي أصل الثمر في ادبارها عصا يابسة وما كان له اسم وفي اشتقاقه فائدة حمل تأويله على لفظه إن كان ذلك أقوى من معانيه كالسفرجل الأخضر في غير وقته تعب وأصفره مرض والخوخ الأخضر توجع من هم أو أخ واصفره مرض والعناب في وقته ما ينوبه من شركة أو قسمة وأخضره في غير وقته نوائب توبه وحوادث تصيبه ويابسة في كل حي رزق آزف وشجرته رجل كامل العقل حسن الوجه وقيل رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة
(الاجاص) في وقته رزق أو غائب جاء أو يجئ وفي غير وقته مرض جاء إن كان اصفر أو هم جاء إن كان أخضر فإن رأى مريض أنه يأكل اجاصا فإنه يبرأ وما كان له اسم مكروه وأصل مكروه جمعا عليه في كل حين كالخرنوب خراب من اسمه ولما يروى عن سليمان عليه السلام فيه وربما دل التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء على الامطار واسوداهما جميعا على البرد وقد يكون ذلك في الليل والاول في النهار فمن اعتاد ذلك فيهما أو رآه للعامة أو في الاسواق أو على السقوف كان ذلك تأويله والهم في ذلك لا يزاوله لأن المطر مع نفعه وصلاحه فيه عقلة للمسافر وعطلة للصانع تحت الهواء والقطر والهدم والطين وقد تدل الثمرة الخضراء في غير إبانها التي هي صالحة في وقتها إذا كان معها شاهد يمنع من ضررها في الدنيا على الرزق والمال الحرام إذا أكلها أو ملكها من ليس له اليها سبيل ومن هو ممنوع منها
(العصير والعصر) صالح جدا فمن تولى ذلك في المنام نظرت في حاله فإن كان فقيرا استغنى وان كانت رؤياه للعامة كأنهم يعصرون في كل مكان العنب أو الزيت أو غيرهما من سائر الأشياء المعصورات وكانوا في شدة أخصبوا وفرج عنهم فإن رأى ذلك مريض أو مسجون نجا من حاله بخروج المعصور من حبسه فإن رأى ذلك من له غلات أو ديون اقتضاها وأفاد فيها وإن رأى ذلك طالب العلم والسنن تفقه فيها وانعصر له الرأي من صدره انعصاره وان رأى ذلك عزب تزوج فخرجت نطفته وأخصب عيشه وان كان العصير كثيرا جدا وكان معه تين أو خمر أو لبن نال سلطانا
@-ومن رأى كأنه عصر العنب وجعله خمرا أصاب حظوة عند السلطان ونال مالا حراما لقصة يوسف عليه السلام
(التين) مال كثير وشجرته رجل غني كثير المال نفاع يلتجئ اليه أعداء الإسلام وذلك لأن شجرة التين مأوى الحيات والأكل منه يدل على كثرة النسل وقال بعضهم التين رزق يأتي من جهة العراق وأكل القليل منه رزق بلا غش وأكثر المعبرين على أن التين محمود لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به في القرآن وقد كرهه من المعبرين جماعة وذكروا أنه يدل على الهم والحزن واستدلوا بقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام (ولا تقربا هذه الشجرة) وقد قال بعضهم ان التين حزن وندامة لمن أكله أو أصابه
(التفاح) هو همة الرجل وما يحاول وهو بقدر همة من يراه فإن كان ملكا فإن رؤيته التفاح له ملكه وان كان تاجرا فإن التفاح تجارته وإن كان حراثا فإن رؤية التفاح حرثه وكذلك التفاح لمن يراه همته التي تهمه فإن رأى أنه أصاب تفاحا أو أكله أو ملكه فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما وصفت وقيل التفاح الحلو رزق حلال والحامض حرام ومن رماه السلطان بتفاحة فهو رسول فيه مناه وشجرة التفاح رجل مؤمن قريب إلى الناس فمن رأى أنه يغرس شجرة التفاح فإنه يربي يتيما
@-ومن رأى أنه يأكل تفاحة فإنه يأكل مالا ينظر الناس اليه وان اقتطفها أصاب مالا من رجل شريف مع حسن ثناء والتفاح المعدود دراهم معدودة فإن شم تفاحة في مسجد فإنه يتزوج وكذلك المرأة فإن شمتها في مجلس فإنها تشتهر وإن أكلتها في موضع معروف فإنها تلد ولدا حسنا وغصن التفاح نيل خير ومنيه وربح (وقد حكي) أن هشام بن عبد الملك رأى قبل الخلافة كأنه أصاب تسع عشر تفاحة ونصفا فقص رؤياه على معبر فقال له تملك تسع عشرة سنة ونصفا فلم يلبث ان ولي الخلافة المذكورة
(الكمثرى) أكثر المعبرين يكرهونه ويقولون هو مرض وقال بعضهم هو مال يصيبه من أصابه أو أكله لان نصف اسمه مثرى يدل على الثروة وقيل الأصفر منه مال في مرض وشجره رجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منها مالا وقيل إن المرأة إذا رأت كأنها تملك حملا كمثري حملت ولدا فولدته وقيل من أصاب كمثراة ورث مالا مجموعا
(الاترج) الواحدة ولد وكثيره ثناء طيب وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة ريحها طيب وطعمها طيب. وأنشد بعض الشعراء يمدخ قوما:
كأنهم شجر الاترج طاب معا * نورا وريحا وطاب العود والورق
ومنهم من كرهها وعبرها بالمعنى فقال انها تدل على النفاق لأن ظاهرها مخالف لباطنها وأنشد:
أهدى له اخوانه أترجة * فبكى وأشفق من عيافة زاجر
ومنهم من أنشد في كراهيتها قول القائل:
أترجة قد أتتك براء * لا تقبلنها إذا بررتا
لا تقبلنها فدتك نفسي * فإن مقلوبها هجرتا
وذكر بعضهم أن النارنج والاترج جميعا محمودان وان الكل إذا كان حلوا يدل على المال المجموع وإذا كان حامضا يدل على مرض يسير وولد يصيبه منه هم وحزن والاترجة الخضراء تدل على خصب السنة وصحة جسم صاحب الرؤيا غذا اقتطفها والاترجة الصفراء خصب السنة مع مرض وقيل ان الاترج امراة اعجمية شريفة غنية فإن رأى كأنه قطعها نصفين رزق منها بنتا ممراضة وابنا ممراضا وان رأت امراة في منامها كأن على رأسها اكليلا من شجرة الاترج تزوجها رجل حسن الذكر والدين فإن رأت كأن في حجرها أترجة ولدت ابنا مباركا فإن رأى رجل كأن امرأة أعطته أترجة ولد له ابن ورمي الرجل آخر باترجة يدل على طلب مصاهرة والنارنج دون الاترج في باب المحمدة وفوقها في باب الكراهة على قول من كرهه وقد كرهه أكثرهم لما في اسمه من لفظ النار وأنشدوا في معناه:
ان فاتنا الورد زمانا فقد * عوضنا البستان نارنجنا
يحسب جانيها وقد اشرقت * حمرتها في الكف نارا جنا
والاترج نظير المؤمن طعمه وريحه وكرم شجرته وجوهره ولا تضر صفرته مع قوة جوهره فمن أصاب منه واحدة أو اثنتين أو ثلاثا فهي ولد والكثير منه مال طيب مع اسم صالح والأخضر منه أجود من الأصفر وربما كانت الاترجة الواحدة دولة فإن أكله وكان حلوا كان مالا مجموعا وان كان حامضا مرض مرضا يسيرا
(الخوخ) في غير وقته مرض شديد وقيل ان الحامض من الخوخ خوف وشجر الخوخ رجل شجاع منفق في الناس شديد الرأي يجمع مالا كثيرا في عنفوان شبابه ويموت قبل أن يبلغ الشيب
(المشمش) مرض وأكل الأخضر منه تصدق بدنانير وبرء من مرض وأكل الأصفر نفقة مال في مرض فإن رأى كأنه يأكل مشمشا من شجرة فإنه يصاحب رجلا فاسد الدين كثير الدنانير وقيل ان التقاط المشمش من شجرة تزوج بامرأة في يدها مال من ميراث فإن كان بعض السلاطين التقط مشمشا من شجرة التفاح فإنه يضع في رعيته مالا غير محمود وشجرة المشمش رجل كثير المرض وقال بعضهم بل هي رجل منقبض مع اهله منبسط مع الناس جرئ غير جبان فإن كانت موقرة بحملها فإنها تدل على رجل صاحب دنانير كثيرة وإذا كان مشمشا أخضر كان رجلا صاحب دراهم كثيرة ومن كسر غصنا من شجرته فإنه يجحد مالا من حل أو ينكسر عليه أو يترك صلاة أو صياما ويفسد مالا ليس له فإن كسر من شجرة غير مثمرة غصنا ليتخذه عصا فإنه ينال منه سرورا وما كان من الثمار والفواكه أصفر فهو مرض وما كان حامضا فهو هم وحزن والأخضر منه ليس بمرض
(السفرجل) قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا أنه مرض لصفرة لونه ولما فيه من القبض وقيل أنه يدل على السفر وقال قوم أنه سفر واقع مع وفق وقال بعضهم أنه سفر لا خير فيه وأنشد في ذلك:
أهدي اليه سفرجلا فتطيرا * منه وظل نهاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول اسمه * سفر وحق له بأن يتطيرا
وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعقله لصفرة ثماره وقال بعضهم ان السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أى حال يراه لان اسمه بالفارسية بهى وهو خير والتاجر إذا رآه دل على ربحه والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته
0 التعليقات:
إرسال تعليق